قصة الفساد حكاية طويلة ومؤلمة ومحبطة، وتهز ثقة الفرد بذاته.. وتسئ للوطن.. وتقتل النظرة المتفائلة للمستقبل.. وللأسف أنها تقتل الشباب وتدمر نفسيته وتجعله يكره نفسه وبلده. ولكن هل نبدأ الحديث عن الفساد من الموظف الصغير المرتشي الذي يفتح درج المعونات المنبثق من مكتبه.. أم برجل الأعمال الحوت الذي يبتلع الملايين.. نتحدث عن الفساد الصغير للفرد.. أم الفساد الممنهج للدول، والذي يكلف العالم تريليون دولار سنويا! والحقيقة أن الفساد الذي عشناه في السنوات السابقة في مصر أفسد ضميرنا، وخرب مؤسساتنا، وضرب اقتصادنا، واجتاح تعاملاتنا.. فالبعض قننه ثم أتقنه ثم استباحه وحلله! من هنا كانت دعوة «المركز المصري لمكافحة الفساد» لكافة التخصصات لكي تحتفل باليوم العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي ركز علي التعريف بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وجاءت الدعوة بالتعاون بين المركز والهيئة العامة للاستعلامات ووزارة العدل ووزارة التضامن الاجتماعي والاتحاد العام للجمعيات الأهلية وحملة امسك مخالف، وممثلي الأزهر والكنيسة وممثلي محافظي القاهرة والجيزة. في البداية تحدث اللواء أحمد هاني نائب رئيس المركز عن نشاط المركز ونجاحه في فعالياته وآلياته لمكافحة الفساد، مؤكدا أن الفساد هو ظاهرة عالمية حتي في أكثر الدول تقدما في مجال الرقابة والمحاسبة والمساءلة والحفاظ علي المال العام ولكن بنسب مختلفة.. ولكن مشكلة الفساد، وخاصة الفساد السياسي، هو أنه يعوق التنمية الاقتصادية ويسهم في الاضطراب الحكومي ويهدد كرامة المواطنين وأمنهم والأمن القومي للبلاد. وأسباب الفساد فهي متعددة منها انخفاض الدخل، المبالغة في الإنفاق الحكومي، الصناديق الخاصة، ضعف نظم الإدارة، التراجع في القيم، اللجوء للوساطة، القبول الاجتماعي للفساد الصغير. أما التوصيات لمكافحته فكانت هي تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي أصدرها الرئيس السيسي، ومعاقبة المرتشين.. وتفعيل قانون الخدمة المدنية، وتعميم فتح الشباك الواحد، وتفعيل إقرارات الذمة المالية، وتفعيل دور الإعلام ومنظمات المجتمع الأهلي والوزارات، والأزهر والكنيسة في التوعية. وأوصي د. أحمد نصار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية بتجميع كل القوانين المتعلقة بالفساد وتفعيله، تعظيم الحصانات لمن يكشف الإرهاب، تطبيق قانون من أين لك هذا؟ والتدريب علي المكافحة، وأن نطبق العقوبات الجنائية والإدارية بشفافية وحزم ثم وضع « لائحة غير الشرفاء « وهي العقوبة الأشد ردعا ونشرها بعد صدور الحكم النهائي ضد الفاسد. مسك الكلام.. قال د. عمرو الورداني نائب فضيلة مفتي الجمهورية « الفساد يفسد النفس والعقل والدين والعرض والمال، لذا ربوا أولادكم علي مقاومة الفساد من خلال تربيتهم علي قيم الرحمة والجمال والخير».