انتهت الانتخابات البرلمانية بحلوها ومرها.. وانفض المولد بكل ما شهده من صخب الدعاية وحركة المال السياسي وعمليات «الضرب تحت الحزام» وتحولت المعركة الانتخابية لتأخذ شكلا آخر أفضل وصف له هو «اللعب تحت القبة» وأعني به التحركات لتشكيل تحالف سياسي يحقق أغلبية برلمانية تقود دفة مجلس النواب الجديد. التحركات بدأها اللواء سامح سيف اليزل مقرر قائمة «في حب مصر» بعدما انتهي دورها كتحالف انتخابي وذهب أعضاؤها كل في اتجاه الحزب الذي ينتمي إليه ومن تبقي من المستقلين وجد نفسه محسوبا علي جبهة المستقلين الفائزين بالمقاعد الفردية.. أعلن سيف اليزل عزمه تشكيل تحالف سياسي تحت القبة يضم 320 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 596 نائبا ليضمن بذلك أغلبية برلمانية تحت مسمي «دعم الدولة المصرية». الخلافات التي بدأت خلال الانتخابات بين سيف اليزل وقيادات «في حب مصر» من ناحية وحزبي «المصريين الاحرار» و»الوفد» من ناحية أخري وقفت حجر عثرة أمام سيف اليزل لضم نواب «المصريين الاحرار» و»الوفد» لهذا التحالف الجديد.. كلا الحزبين يرفض فكرة الانسياق وراء سيف اليزل بهذا الشكل.. المصريين الأحرار معتز بنجاحه في الفوز بأكبر عدد من المقاعد والوفد معتز بتاريخه ولهذا اكتفي الحزبان بالتحالف الانتخابي مع سيف اليزل من خلال قائمة «في حب مصر».. بعد الانتخابات يتحرك الحزبان من منطلق المثل الشعبي «خالتي وخالتك.. واتفرقوا الخالات!».. «المصريين الأحرار» يري أن من حقه بعدما أصبح صاحب الأكثرية البرلمانية أن يقود هو مفاوضات تشكيل تحالف سياسي يضمن الأغلبية البرلمانية ولهذا فإنه سيتجه إلي الأحزاب الصغيرة والمستقلين في محاولة للتحالف معهم. «مستقبل وطن» حزب ناشئ حقق المفاجأة الأكبر في الانتخابات بنجاحه في أن يكون ثاني أكبر الأحزاب نوابا في البرلمان الجديد لكنه وبحكم الخبرة المحدودة لقياداته الشابة لا يستطيع أن يقود المفاوضات لتشكيل تحالف يحقق الأغلبية ولهذا سيتجه غالبا للتحالف الذي يسعي سيف اليزل لتشكيله إلا إذا نجح «المصريين الأحرار» في استمالته للانضمام إلي التحالف الذي يسعي أن يقوده.. وتردد أيضا أنه سينضم لتحالف سيف اليزل حزبا «حماة الوطن» و»الشعب الجمهوري». ماذا سيفعل حزب الوفد بعدما جاء في المركز الثالث من حيث عدد النواب.. هل سيمد يده لسيف اليزل أم للمصريين الأحرار الذي يشترك معه في توجهاته الليبرالية ؟ المهم أن تحركات سيف اليزل أو «المصريين الأحرار» لن تنجح ما لم ينضم لأي منهما عدد كبير من النواب المستقلين يعلنون التزامهم بمبادئ التحالف المرتقب ويوقعون علي وثيقة تترجم هذه المبادئ وتحدد أسس التعامل داخل التحالف. أحد أهم الأسس لتشكيل التحالف الجديد هو الاتفاق علي «تقسيمة رئاسة اللجان وهيئات مكاتبها» وقبل هذا وذاك الاتفاق علي هيئة مكتب المجلس «الرئيس والوكيلين» أو علي الأقل الاتفاق علي من سيتم دعمه لشغل هذه المواقع الرئيسية الثلاثة.. لهذا فإن التحركات والاتصالات التي تجري علي قدم وساق علنا وسرا بين جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان والنواب المستقلين للوصول إلي هذا التحالف لابد أن تشهد صفقات قد لا تتكشف تفاصيلها إلا بمرور الوقت ومتابعة المناقشات تحت القبة. هل تنجح هذه التحركات والاتصالات في الوصول لتحالف سياسي يحقق الأغلبية البرلمانية أم لا؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة. وداعا .. الحاج عزت في اللحظات الأخيرة قبل بدء جولة الإعادة للمرحلة الثانية للانتخابات اختار الله سبحانه وتعالي إلي جواره مرشحا كان قاب قوسين أو أدني من الفوز بأحد مقاعد دائرة الزقازيق والقنايات.. رحل عزت بدوي بعد أزمة مفاجئة وترك «الجمل بما حمل»! عرفت الحاج عزت كما كنا نناديه لسنوات طويلة نائبا ملتزما ومحترما شديد الارتباط بدائرته التي مثلها 4 دورات «20 سنة» وكان دائما يفوز بمقعد العمال بمنتهي السهولة من الجولة الأولي لأنه كان يحترم الناخبين ويعاملهم كأشقائه وأولاده وقد لمست هذا بنفسي وأنا اتابعه عضوا ثم وكيلا ثم رئيسا للجنة النقل والمواصلات.. لم يتأخر أبدا عن خدمة أبناء دائرته.. وتحت القبة كان شعلة نشاط لا يتحدث إلا وتحت يده المستندات التي تثبت صحة موقفه.. رحم الله الحاج عزت وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وأهل دائرته الصبر.