لمن تذهب أصوات الذين خرجوا من السباق الرئاسي.. وهل يتحرك الممتنوعون؟ الخبراء وأساتذة السياسة يقرأون کف جولة الإعادة: الکتلة الصامتة کلمة السر لحسم موقعة مرسي وشفيق! أصوات أبوالفتوح لمرسي وأصوات عمرو موسي لشفيق.. والبقية بين التشتت والامتناع الإحباط شبح يهدد نجاح الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الناخب ليس فقط بين نارين.. ولكن مصر كلها أمام خياران كل منهما صعب!! بين مرشح محسوب علي الرئيس السابق ومخاوف من عودة اشباح وخطايا النظام القديم.. وآخر من التيار الاسلامي السياسي ومخاوف من اختطاف هوية الدولة والعمل لصالح جماعة بعينها دون سائر الشعب. لمن سيعطي المصريون صوتهم؟.. هناك «21» مليون صوت انتخابي هي أصوات الناخبين لمرشحي الرئاسة الذين خرجوا من سباقها في الجولة الأولي! وهناك أيضا «82» مليون ناخب لم يذهبوا في الجولة الأولي.. فهل يخرجون عن صمتهم ويغيرون معادلة السياسة المصرية.. بل ويخرجون مصر من أزمتها الكبري؟ اسئلة عديدة.. تبحث عن اجابة.. طرحتها «أخبار اليوم» علي خبراء السياسة.. وكان هذا التحقيق. في البداية توضح د. مني مكرم عبيد استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وعضو المجلس الاستشاري عدة أمور كشفت عنها انتخابات الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة: الأولي: زيادة وعي الناخب المصري.. حيث ان الاعلام والفضائيات لم تؤثر في اختياراته التي قررها منذ البداية. والثانية: ان هناك الآن عدم ثقة في العملية الانتخابية كلها بسبب تناقض الأقوال والافعال بين المرشحين وبعضهم وبين المشرفين عليها وأصبح لدي الناخب المصري تشويش مما يسمعه ويقرأه كل يوم. والثالثة: ان الكتلة الصامتة لم تخرج للتصويت بعد فهناك 82 مليون مواطن لم يدلوا بأصواتهم في المرة الأولي.. وانهم لو خرجوا.. لغيروا شكل الخريطة السياسية كلها.. وعلينا الان اقناعهم بضرورة المشاركة من اجل الوطن من خلال وسائل الاعلام المختلفة. الرابعة: ان هناك تجاهلا كاملا من جانب المرشحين لقضايا المرأة ومكتسباتها.. وان هذا التجاهل قد يدفع اعدادا كبيرة من النساء المثقفات عن العزوف عن المشاركة الانتخابية.. وهذه فئة لا يستهان بها حيث يصل اعدادهن لاكثر من نصف مليون وربما اكثر واغلبهن من اساتذة الجامعات.. والمحاميات والمعلمات والصحفيات وغيرهن من الفئات المستنيرة. ويبقي الآن السؤال: لمن تذهب أصوات مرشحي الرئاسة السابقين الذين خرجوا من السباق في الجولة الاولي؟. في تصوري ان هناك نسبة كبيرة اصابها الاحباط لخروج مرشحيها وقد تمتنع هذه النسبة عن التصويت في المرحلة الثانية.. ولكن الذين سيذهبون للادلاء بأصواتهم سيكون تركيزهم علي المرشح الذي يركز علي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وعلي مبدأ المواطنة وعدم التمييز وسيادة القانون المدني.. وان تكون المرجعية هي وثيقة الأزهر الشريف التي شاركت في اعدادها باعتباري عضوا في بيت العائلة المصرية. أما الكتلة الكبري.. والتي نطلق عليها الصامتة «حزب الكنبة» أعتقد انها ستخرج هذه الجولة وتقول كلمتها لانه بدأت بالفعل تشعر بالخطر وعدم الاستقرار.. وبالتالي ستقول كلمتها لمن يركز علي حل مشاكلها واعادة الأمن إليها والاستقرار.. واعادة الحياة للاقتصاد والمصانع المغلقة. واضافت: هذه الكتلة ترفض الان سيطرة فصيل سياسي واحد علي العملية السياسية.. وقد زاد خوفها وقلقها مما تسمعه من تصريحات وخطاب سياسي لم تعتد عليه.. وستكون كلمة هذه الكتلة هي المفاجأة الكبري في انتخابات الاعادة.. لان هذه هي مصر الحضارة.. التي تزيدها التحديات قوة واصالة. خريطة تفصيلية ويقدم سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات خريطة تفصيلية لاتجاه الاصوات في الجولة القادمة ويقول: ان أصوات التيار الاسلامي والذي سبق ان اعطي للدكتور ابوالفتوح ود. سليم العوا.. اعتقد ان نسبة كبيرة منهم سوف تذهب الي د. محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة. أما أصوات الشباب والتي كانت موزعة بين عمرو موسي وحمدين صباحي فإنها سيتم توزيعها الي ثلاثة اقسام: الاول وقد يمتنع عن التصويت شعورا منه بالاحباط لسقوط مرشحيهم خاصة بعد الحماس الزائد له.. وكثرة الحديث عن استطلاعات الرأي العام التي كانت تؤكد انهم في المقدمة. والثاني: سيذهب لمرشح الاخوان.. اما الثالث وهم الاكثرية من انصار عمرو موسي فسوف تذهب الي أحمد شفيق.. ومع كتلة الاقباط التي أعلنت اكثر من مرة انها مع مرشح الدولة المدنية. وأضاف: ارفض كلمة مصر بين نارين.. لان هذه نظرة تشاؤمية.. فالمصريون لديهم وعي سياسي واصبح علي الكتلة الصامتة.. والتي تصل الي 82 مليونا ان تخرج وتقول كلمتها.. ولو ان نصفها خرج لتغير شكل الحياة السياسية.. لان هذه الكتلة تري ضرورة البدء في حياة سياسية جديدة.. بإرادة شعبية حرة.. وعلينا ان نعترف لها بذكائها ووعيها السياسي وزيادة رغبتها الآن في الاستقرار.. وليس في اشعال الحرائق.. انها تريد عودة الاقتصاد والمصانع للعمل من جديد.. والسياحة الي مصر وتريد عودة الأمان. ثلاث كتل انتخابية ويقول د. جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية جامعة قناة السويس: يمكن تقسيم أصوات المرشحين لثلاث كتل كبري: الاولي وهم انصار عبدالمنعم ابوالفتوح التي تزيد علي 4 ملايين صوت وهذا التيار ليس واحدا فهو يضم بداخله عدة تيارات اخري منهم الليبرالي والسلفي.. وانصار الثورة المصرية وبعض المحسوبين علي اليسار والذين كانوا يؤيدونه باعتباره يمثل الوسط المستنير. هذا التيار سوف تنقسم اصواته ما بين شفيق ومرسي. أما الكتلة الثانية: وهي كتلة حمدين صباحي التي اقتربت من 5 ملايين صوت هذه الكتلة بها نسبة كبيرة من الثوار وشباب الثورة.. وقد تمتنع في الجولة القادمة عن التصويت. أما الثالثة: فهم انصار عمرو موسي فسوف تذهب أصواتهم الي المرشح احمد شفيق. وتبقي الكتلة الصامتة والتي تمثل 55% وهم الأغلبية الصامتة والتي لم تخرج.. وهؤلاء لو خرجوا بالفعل فلن يكونوا مع مرسي.. لانهم لو كانوا معه لخرجوا من البداية.. وهؤلاء أعتقد انهم سوف يكونون مع شفيق.. ولو ان 01% فقط ادلوا بأصواتهم فإن الفوز سيكون له. أما د. منار الشوربجي استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فتري ان أصوات الناخبين المصريين تشكل تيارين الأول تيار الثورة.. وهؤلاء كانوا مع أبوالفتوح وصباحي.. وهؤلاء لن يذهبوا الي مرسي إلا بضمانات واضحة. واري ان الاخوان خسروا كثيرا في الشارع بسبب سعيهم الواضح الي الاستحواذ علي السلطة ومطلوب الان منهم تقديم ضمانات بشأن الدستور والحكومة من أجل ان يحصلوا علي أصوات هؤلاء.. لان هؤلاء الذين يمثلون الثورة عندما ذهبوا الي حمدين وأبوالفتوح فكان من اجل تحقيق مبادئ ثورة 52 يناير. أما التيار الثاني فيمثل الكتلة الصامتة وسيكون خروجهم عاملا هاما في حسم النتيجة الانتخابية سواء ادلوا بأصواتهم أو امتنعوا ومن ثم ضرورة حث هؤلاء علي الخروج عن صمتهم. المجتمع المصري ويكشف د. أحمد زايد استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة قضية مهمة قائلا: من الصعب الان قراءة عقل الشعب المصري.. لاننا نقرأه من خلال وسائل الاعلام.. والتي ثبت انها لا تعرفه لانها لم تنزل الي قاع المجتمع المصري وتعرف ماذا يحدث واكتفت بالحديث مع النخبة السياسية فقط. لهذا أصبح من الصعب معرفة اتجاهات المصريين ولا أحد يستطيع معرفة رأي الأغلبية الصامتة مع من.. لان أغلب هؤلاء من ربات البيوت في الريف المصري ومن الفلاحين البسطاء. لقد كذب الشعب المصري كل استطلاعات الرأي ولم يتأثر بأي شيء سواء كان الاعلام.. أو الفضائيات.. وبالتالي لا تستطيع ان تقرأ المجتمع المصري حتي الآن. ولكن علينا ان نحث هذه الاغلبية علي الخروج لان خروجها سوف يحسم العملية الانتخابية. ولكن يمكن القول ان الذين ادلوا بأصواتهم لعمرو موسي يمكن ان يذهبوا لأحمد شفيق وان بعض انصار أبوالفتوح من السلفيين يمكن ان يذهبوا لمرسي.. ولكن تبقي الكتلة الصامتة عاملا مهما في تغيير شكل الخريطة السياسية في مصر في المرحلة القادمة.