امتلا شوارع القاهرة والمحافظات التي تجري فيها انتخابات المرحلة الثانية للبرلمان باللافتات من كل شكل ولون.. لافتات تدعو لقوائم.. ولافتات تدعو لمرشحي الأحزاب.. ولافتات تدعو لانتخاب المرشحين علي مقاعد الفردي.. اللافتات تنعت المرشحين بأفضل الصفات وتنسب إليهم انجازات ما انزل الله بها من سلطان.. ولو تحقق القليل منها ما صارت المدن والقري إلي ما هي عليه الآن.. ولكانت جنة الله علي الأرض.. الدعاية الانتخابية لم تتغير مظاهرها منذ أيام الملكية رغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل الدعاية ودخول وسائل التواصل الاجتماعي منافسا قويا للطرق والاساليب القديمة.. ومازالت التربيطات مع رؤساء العائلات ورموز التكتلات العمالية والحرفية تعمل بنجاح إلي جانب المؤتمرات الجماهيرية التي يبدو انه لا غني عنها في أي انتخابات ونحن في القرن الحادي والعشرين. مازال فكر نائب الخدمات مسيطرا علي نائب التشريعات.. وكل المرشحين يقدمون أنفسهم في برامجهم علي أنهم سيقومون بتقديم الخدمات المختلفة للناخبين من تبني مشكلات التعليم والصحة وتوصيل مياه الشرب النقية والصرف الصحي للدوائر.. رغم أن تقديم الخدمات ليست مسئولية النائب المحترم ولكنها مسئولية الحكومة علي المجالس المحلية.. وان التشريع والرقابة هما المسئولية الاصيلة للنائب تحت قبة البرلمان. ومع مظاهر الدعاية العتيقة تبرز الاتهامات التي لا تخلو منها أي انتخابات وهي استخدام المال السياسي لشراء الأصوات وتقديم الرشاوي بمختلف صورها للناخبين من زيت وسكر ولحوم وبطاطين ودفع رسوم المدارس للتلاميذ وغيرها من صور شراء الأصوات سواء في المدن أو القري.. إلي جانب تفشي أعمال البلطجة أثناء فترة الدعاية والتي تتبلور في تمزيق اللافتات.. وافساد المؤتمرات الجماهيرية وغيرها من صور البلطجة التي يلجأ إليها بعض المرشحين ضد منافسيهم. إن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية اقتربت من لحظة النهاية بتوجه الناخبين إلي صناديق الاقتراع خلال يومين أو أكثر.. فهل نجحت الدعاية بكل صورها علي تحفيز الناخبين للتوجه إلي اللجان والادلاء بأصواتهم؟!.. لقد كان الاقبال علي التصويت في المرحلة الأولي من الانتخابات مخيبا للامال.. ويراهن المراقبون علي تزايد الاقبال في المرحلة الثانية خاصة بين جموع الشباب الذي احجم في المرحلة الأولي.. إلي جانب اقبال المرأة المعهود في كل انتخابات والشيوخ ومن هم في المرحلة السنية من الاربعين إلي الستين.. فهم اكثر الفئات حرصا علي الادلاء بشهادتهم وأصواتهم في كل الاستحقاقات. لقد جرت الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية وتحت اشراف كامل من الهيئات القضائية واكدت المرحلة الأولي عدم تدخل الحكومة في الانتخابات لانه ليس لها احزاب أو تكتلات.. فالجميع بالنسبة لها سواء.. والناخب هو صاحب الحق الوحيد في اختيار من يمثله في البرلمان في مرحلة دقيقة جدا من عمر الوطن. وقد شهد بنزاهة الانتخابات وشفافيتها وعدم تدخل الحكومة فيها كل لجان المراقبة الدولية والمحلية التي شاركت في متابعة الانتخابات.. وجاءت تقاريرها لتبريء الحكومة تماما من التهم التي كانت تطال لها في السابق من تزوير للانتخابات ومناصرة تيار سياسي علي آخر. ان العالم يترقب استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل وهي انتخابات البرلمان.. ولذلك ادعو كل من له حق التصويت ان يحتشد امام اللجان ليختار من يريد ومن يري انه الاصلح لتمثيله تحت قبة البرلمان كل ما ارجوه أن يدقق كل ناخب فيمن يختار.. فالله وحده هو الرقيب عليه ا ه بصوته وادائه لامته.. وليضع مصر في قلبه وعقله ووجدانه قبل ،.ن يضع اسم المرشح الذي يريده في ورقة الاقتراع.. وإلي الأمام دائما يا صر ولن يستطيع أحد أن ينال منك طالما يدنا جميعا متماسكة وعقولنا مفتوحة لكل ما يحاط به من مكائد ومخطر. كلمات حرة مباشرة: إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.