عجيب أمر الشعب المصري .. عندما تفكر فيما يفعله تحتار ولا تعرف من علي صواب ومن علي خطأ!؟ .. وعندما تفكر فيما يقوله الناس فغالباً ما ستصاب بالجنون ، والدليل علي ذلك ما حدث عقب انتهاء الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية بتفوق د.محمد مرسي مرشح الاخوان والفريق أحمد شفيق ليخوضا معاً جولة الإعادة بعد أسبوعين خرجت جميع المنظمات الدولية التي كانت تراقب الانتخابات لتشيد بأداء المصريين ، وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وهو رئيس أكبر مركز لمراقبة الانتخابات علي مستوي العالم ، إن المصريين أبهروا العالم للمرة الثالثة علي التوالي ، وقال أحد السياسيين العرب إن الحبر الفسفوري في أيدي المصريين أغلي من بترول الخليج شهادات كثيرة ومن مختلف دول العالم أكدت أن المخالفات والتجاوزات لا تذكر وليس لها أي تأثير علي نتيجة السباق الرئاسي الذي تنافس فيه 13 ناخباً علي اصوات حوالي 23 مليون مصري ذهبوا للصناديق الانتخابية ليختاروا من يحكمهم في المستقبل ، ولكن في المقابل خرج علينا أهالينا في "بر" مصر المحروسة بتحليلات مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان بعضها يؤكد أن الانتخابات مزورة ، والآخر يعدد المخالفات الجسيمة التي شابتها ، والغريب أن كل المرشحين الذين لم يصلوا لجولة الاعادة أكدوا حدوث التزوير ، وأنا علي يقين من أنهم لو كانوا قد وصلوا لجولة الاعادة لكتبوا قصائد في نزاهة الانتخابات والناخب المصري الوحيد الذي استثنيه هنا من بين المرشحين السابقين هو السيد عمرو موسي الذي طالب الجميع باحترام نتيجة الانتخابات وقبول إرادة الناخبين ، وهو ما يجب أن ننتبه إليه. ونكف عن سياسة التخوين والتشويه التي يمارسها أنصار د. مرسي ضد أنصار الفريق شفيق ، ويمارسها أنصار شفيق ضد أتباع مرسي ، ويخوض أعضاء المعسكرين معركة ضارية من أجل دعم مرشحيهما في الانتخابات ، وتناسي الجميع أن المعركة ستكون خاسرة إذا استمرت بهذا المستوي المليء بالاحتقان والغل والمستوي الأخلاقي الهابط ، والخاسر الأكبر هو مصر والمواطن المصري بالطبع لايهم إن فاز مرسي أو شفيق بالرئاسة ، لأن الحكم في النهاية هو الصندوق ، وصاحب الإرادة الحقيقية في بقاء الرئيس بمنصبه أو عزله هو المواطن المصري الذي خرج بالملايين في ثورة يناير ليغير وجه مصر ويصنع لها مستقبلاً غير الذي كان مخططاً لها.. دعونا نثق في أنفسنا .. ودعونا نحترم اختياراتنا وندفع معاً ثمن الديمقراطية .. ودعونا نفرح بما حققناه ونكف عن جلد أنفسنا.