رغم تكالب الأعداء علي تحطيم جدران مصر وتقسيمها وإثارة الفتن القبلية والطائفية فيها عبر تاريخها ستظل الروح المصرية هي حائط الصد وقت الأزمات الكبري. قالوا في الأمثال «امشي عدل يحتار عدوك فيك» وحادث الطائرة كشف النقاب عن نوايا الأعداء الذين يقابلوننا بابتسامة وحوار وهم يخفون خناجرهم خلف ظهورهم للطعن فينا. أمريكاوبريطانيا وما خفي كان أعظم من غيرهما أرادوا ضرب مجموعة عصافير بحجر واحد فبدلا من تقديم واجب العزاء في ضحايا الطائرة وتقديم المساعدات الفنية والخبرة لكشف ملابسات حادث تفكك الطائرة وظفوا نواياهم العدائية تجاه الصداقة المصرية الروسية لضربها في مقتعل وإثارة الفتنة حولها كعهدهم طوال حقبات زمنية في التعامل مع مصر وروسيا. بريطانيا ادعت قبل التعرف علي الأسباب الحقيقية للحادث بأن جهاز مخابراتها رصد وجود قنبلة علي متن جناح الطائرة من خلال دواعش نجحوا في زرع القنبلة وتساءل الكل إذا كان لدي مخابرات بريطانيا هذه المعلومات فلماذا لم تتعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية والروسية ومدهما بما لديها من معلومات خطيرة! إنها ليست تصريحات تتشدق بها وتزعم انها سباقة في معرفة حقيقة الحادث إنما هي تصريحات تبعث علي إدانة بريطانيا وصحفها التي زرعت أيضا قنابل وهمية وصواريخ من وحي خيالها أطلقت علي طائرات تنقل سياحا بريطانيين ولكن مهارة الطيار نجحت بالهروب منها ثم ثبت بعد ذلك كذب هذه المعلومات الصحفية. لا أريد أن أغرق في مفهوم المؤامرة الذي تتزعمه أمريكاوبريطانيا وتركيا وإيران لحصار مصر وعزلها وجاءت حادث الطائرة فرصة ذهبية لضرب التعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا خاصة بعد خروج مصر من أسر السلاح الأمريكي وتنويع مصادره علي نطاق واسع من جميع دول العالم وفتح آفاق الاستثمار أمام جميع الدول كبري أو صغري. مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو محور اهتمام العالم ومحط أنظاره ولأنها أخذت طريق التنمية بداية وهي تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب، وهذا أمر لا يروق للأعداء بأن يكون في مصر شعب يحمل في يده الزرع والنماء ويد تحمل السلاح لدرء ومحق الأعداء وما الدواعش والجماعات المتطرفة سوي عينة من الأعداء لجر مصر وإلهائها عن التنمية وبث روح الفرقة بين مواطنيها وتحويل أحلامها إلي كوابيس وطموحاتها إلي تذمر لتنهار من الداخل ويضيع كل معني لبناء مصر قوية. ولنا عبرة في سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندماتجمع الكفار واليهود والقبائل لحرب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والمسلمين في غزوة الأحزاب عندما انتصر الحق علي الباطل بقلوب مؤمنة في غزوة هزت الأرض من تحت المسلمين. ولنا في الآية الكريمة كل المعاني الجليلة «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل». الخط المستقيم والعمل الصالح والصدق هي سلاحنا ضد أعداء اليوم فلو أخطأنا في إجراءات الأمن علينا أن نعترف بذلك نعوض أهالي الضحايا ونعتذر لهم عن خطأ غير مقصود وأن نعيد مرة أخري ترتيبات أوضاع التفتيش حتي تكون أكثر أمنا وأمانا. أما إذا كانت الأسباب فنية فلا نعير أعداءنا اهتماما بشرحها، ولكن الأهم هم الأصدقاء ويكفينا أن يموتوا غيظا وأن «الهليلة» التي صنعوها قبل معرفة الأسباب ترتد عليهم ويجدون من يهلل عليهم وتحتقرهم شعوبهم لضعفهم في حماية جدران وطنهم.