الرئيس خلال استقباله فيديريكا موجيرينى نائب رئيس المفوضية الأوروبية بحضور وزير الخارجية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية النظر إلي الأوضاع في مصر، من منظور استراتيجي شامل يأخذ في الاعتبار طبيعة ودقة الظروف الإقليمية المحيطة بمصر، مشدداً علي أن تحقيق الأمن وتوفير فرص العمل يُعدان أيضاً من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإنسان، التي يجب أن تتوافر جنباً إلي جنب مع الحقوق السياسية والمدنية الأخري، التي يتعين تنميتها وازدهارها. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أمس فيديريكا موجيريني، نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن «موجيريني» أكدت أن الزيارة تتيح الفرصة لتبادل الرؤي إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك علي الصعيدين الثنائي والإقليمي، منوهةً إلي دور مصر الرائد إقليمياً في تسوية القضايا الإقليمية. ووجهت موجيريني التهنئة لمصر علي إجراء الانتخابات البرلمانية معربة عن أملها في أن تكلل بالنجاح وأن يكون لمصر برلمانها الذي سيستأنف العلاقات مع البرلمان الأوروبي، كما هنأت موجيريني الرئيس علي حصول مصر علي عضوية مجلس الأمن لعاميّ 2016-2017. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد الشراكة الفاعلة القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، منوهاً إلي أن تشكيل مجلس النواب المصري الجديد قبل نهاية العام الجاري، سيسهم في إثراء العلاقات البرلمانية بين الجانبين وتدعيم البُعد الشعبي في تلك العلاقات. وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتولي مهامها في مجلس الأمن في مطلع العام المقبل، لاسيما في ضوء العديد من القضايا المهمة المطروحة علي الساحتين الإقليمية والدولية في الوقت الراهن. وصرح السفير علاء يوسف بأنه تم خلال اللقاء استعراض التطورات علي الساحة الداخلية، مضيفا ان الرئيس أشار إلي حرص مصر علي اطلاع مسئولي الاتحاد الأوروبي علي التطورات في المنطقة وإيضاح الرؤية المصرية حيالها، فضلاً عن إبراز تداعياتها السلبية ليس فقط علي دول المنطقة التي تشهد نزاعات، ولكن أيضاً علي جوارها الجغرافي. وذكر السفير علاء يوسف أن الأزمة الليبية استأثرت بجزء مهم من اللقاء حيث أكد الرئيس أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة دون الحفاظ علي كيانات دولها ومؤسساتها الوطنية، منوهاً إلي اهتمام مصر بالشأن الليبي ورغبتها في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا. وشدد الرئيس علي أهمية الحفاظ علي الجيش الوطني الليبي ودعمه ورفع حظر توريد السلاح المفروض عليه ليتمكن من فرض الأمن والنظام ومكافحة الإرهاب في ليبيا.. وأشارت موجيريني إلي حرص الاتحاد الأوروبي علي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر. وأكد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ان سياسة وزارته تهدف للموازنة بين الحفاظ علي الأمن واحترام حقوق المواطنين علي الرغم من شراسة المواجهة مع العناصر الإرهابية. جاء ذلك خلال استقباله فيديريكا موجيريني مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية.. وأكدت فيدريكا موجيريني ان المنطقة العربية وأوروبا يجمعها تاريخ ومستقبل مشترك وهناك أسباب كثيرة تجعلنا نعمل معا، مشيرة إلي ان التراث اللغوي المصري به كلمات كثيرة متأثرة بالثقافة الأوروبية مثل لوكندا وروبابيكيا.. وأوضحت في محاضرة أمس بجامعة القاهرة ان أوروبا والشرق الأوسط والعالم أجمع تعيش أوقاتا عصيبة. وفي مؤتمر صحفي عقدته مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب جلسة مباحثات بينهما أعربت موجيريني عن ارتياح الجانب الأوروبي لنتائج اجتماع فيينا الذي عقد الأسبوع الماضي بمشاركة كل الأطراف الدولية بما فيها إيران، لافتة إلي ان الاتحاد الأوروبي يعمل مع الأممالمتحدة ومبعوثها إلي سوريا ستيفان دي مستورا، لبدء العملية السياسية في سوريا. وأكدت ان اجتماع فيينا الموسع كان بمثابة قناة مفتوحة لكل المعنيين بهذه المشكلة، وكان الاتفاق الأهم هو التأكيد علي وحدة الأراضي السورية، وسيادتها، والعمل علي حماية سوريا من الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي.