كنت أحد الصحفيين المشاركين في حضور افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة الكويتي أول أمس.. سعادتي كانت بالغة بالحضور لأول مرة، ولمست حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من الكويتيين كعاداتهم دوماً.. وكانت الفرصة في غاية الأهمية والتشويق بالنسبة لي، فسُنح لي التعرف عن قرب للأسس الديمقراطية السليمة التي تحكم هذا البلد الشقيق بالفعل، وفق دستور رائد وقوانين صارمة، وشعب يعيش في رضا وراحة بال مستمرين، وقيادة سياسية توفر لهذا الشعب كل سبل الدعم ورغد العيش كواجبها «الذي تحققه»، ويقابله الشعب بالمحبة الدائمة ودوام العمر لقيادته. رغم أن دستور الكويت يتكون من 183 مادة شارحة، إلا أنه يحوي كافة المفاصل التشريعية لإدارة أمور البلاد، ويركز علي نشر وتطبيق الديمقراطية، ويراعي في المقام الأول الشعب الكويتي الذي يصل عدده إلي حوالي 4 ملايين مواطن ويعيش في تناغم مع قرابة مليون آخرين من العمالة الوافدة، كما أنه يحقق معادلة العلاقة المترابطة والقوية بين أمير الدولة وشعبه.. ورغم أن الكويت لا يوجد بها أحزاب سياسية، إلا أن الديمقراطية سائدة علي أرض الواقع، والشعب يعيش حالة رضا واقعية قلما تجدها في دول عربية أخري. أما مجلس الأمة فيعد أحد أقدم البرلمانات العربية وهو السلطة الثانية من سلطات حكم الكويت بعد رئيس الدولة، ويتألف من 50 عضواً «فقط» يتم انتخابهم إلي جانب الوزراء كأعضاء غير منتخبين، وأفضل ما يميز تلك الدورة الجديدة - من وجهة نظري - أنها تخلو من أعضاء «الإخوان» الذين قاطعوا الانتخابات، وأدعو الله أن يسود ذلك في جميع البرلمانات العربية. لن أسهب في سرد التجربة الكويتية لتطبيق ديمقراطية الحياة السعيدة لأنها ستحتاج لمجلدات، وأتمني من كل قلبي لهذا الشعب الشقيق - الذي يُحبنا كثيراً - استمرار رغد حياته، والعمر المديد لقائده الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الذي يحظي بحب جارف من شعبه، شاهدته ولمسته.