كم هو موجع للنفس ذلك الفراق المكتوب علينا كسنة ثابتة، ومؤكدة من سنن الحياة، رغم ما يقترن به من ألم وما يصاحبه من حزن،...، ولكن هذه إرادة الله ومشيئته التي نتقبلها بكل الرضا عندما نفقد عزيزا من الأصدقاء والزملاء القريبين. والذين لهم عند الجميع قدر وقيمة ومكانة. وعزيز علي القلب وسيظل الصديق والزميل والأستاذ وجدي قنديل، الذي شاءت الأقدار أن نفقده أول أمس،...، وبفقده غابت عنا قيمة مهنية وإنسانية كبيرة وغالية، لما كان له وسيظل قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير بيننا جميعا في دارنا «أخبار اليوم». وكم هو شاق علينا جميعا وداع الأساتذة والزملاء الكبار في بلاط صاحبة الجلالة علي وجه العموم ومن كان منهم واحدا من أبناء دارنا وأحد أعمدتها الكبيرة والعالية، علي الوجه الخصوص. لقد كان الأستاذ والصديق الكبير وجدي قنديل قيمة كبيرة وغالية علينا جميعا نحن أبناء الجيل الذي يليه، بما اجتمع فيه من كفاءة مهنية كفارس من فرسان هذه المهنة «سارقة العمر» التي هي الصحافة، وبما اشتمل عليه من سمو الخلق وسماحة النفس وحسن الطوية وبشاشة الوجه، مع توقد الذهن والإلمام الواسع واليقظ بطبيعة الأشياء ومجريات الأمور. كان صحفيا لامعا في دار أخبار اليوم، ونجما مضيئا في سماء الصحافة المصرية منذ التحاقه بمهنة البحث عن المتاعب، وهو لا يزال طالبا جامعيا يدرس في كلية الحقوق،...، وخلال وجوده في دارنا جذبته السياسة إلي دائرتها الملتهبة وعمل في تغطية أخبارها وتطوراتها الصاخبة علي الساحتين العربية والعالمية.. وأصبح في الصف الأول من الكُتاب والمحللين السياسيين وعلا نجمه في الصحافة. وتولي رئاسة تحرير «آخر ساعة». أكبر المجلات المصورة في مصر التي شهدت في ظل رئاسته لها تطورا كبيرا.. ثم تفرغ بعدها للكتابة في جريدة «الأخبار». رحم الله الأستاذ الكبير وجدي قنديل الذي كان وسيظل له في النفس والقلب قدر كبير من التقدير والحب.