تقشعر الأبدان.. ويفقد العقل هيبته.. وتتزلزل الدنيا.. ونحن نسمع أن مشروع قانون يتم التحضير له ليناقش في البرلمان يجيز »مضاجعة الوداع« أكتب جملة مضاجعة الوداع وأنا منحنية ومنكسرة الرأس مكسوفة وخجلانة من نفسي.. أشعر برهبة كبيرة من اجتماع هاتين الكلمتين! أي عقل بشري.. بل أي حيوان من الممكن ان يفكر في جماع زوجته للمرة الأخيرة بعد موتها من هذا الذي تأتيه كل هذه النفسية ليتعامل مع جثة بكل تلك الصفاقة والوقاحة والخروج من دائرة الإحساس أو حتي بقاياه وكيف يجرؤعالم أي عالم مسلم علي إستنباط هذه الفتوي القذرة التي لا أعرف حتي الآن من صاحبها.. إذ لابد أنه مجنون أو مختل عقليا.. والعجيب والغريب أن يوافقه مجلس الشعب ويعد بالفعل لمناقشة هذه الفتوي تمهيدا لإجازتها.. إنها حقا مصيبة كبري.. فقد استنكرنا جميعا يوم أن خرج علينا أحد أعضاء البرلمان ليرفع الاذان للصلاة من داخل قاعة المجلس.. ويومها أشاد الناس بموقف الدكتور سعد الكتاتني عندما تصدي له بعنف.. ولا أعرف كيف يصمت هذه المرة علي هذه المهزلة.. لا يمكن للدين الاسلامي.. لا من قريب أو بعيد أن تكون فيه مثل هذه الخرافات.. الاسلام أجل وأرفع.. ولكنهم المتهافتون علي حطام الدنيا وعلي صورة من كاميرا أو اسم في الإعلام.. يلعبون بالإسلام العفيف البرئ لكي يشوهونا جميعا.. ليس نحن من نفعل هذا أو نفكر فيه.. نحن أمة الأخلاق.. وهل نقتل كل يوم الا بسبب أخلاقنا.. ورسولنا الأعظم جاء ليتمم مكارم هذه الأخلاق.. فلا يشككنكم أحد في أخلاقكم ودينكم.. ومضاجعة الوداع هذه ما هي إلا إرهاصات مرضي لا يجدون ما يلعبون فيه إلا أمراضهم.. إتركوا لنا ديننا.. فإننا نعرف كيف أتي إلينا.. ناصعا وخاليا من كل شائبة ولو تركتموه لنا منذ أمد بعيد لكانت الدنيا كلها الآن بين أيدينا.. ولكنكم أغلقتم الباب عليه وعلينا.. وما زلنا نقاتل كي نفتح البابين معا وسيحدث اللقاء.