بن كارسون بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي احتلاله المرتبة الثانية في قائمة المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الامريكية، وراء دونالد ترامب، تراجع بن كارسون جراح المخ والاعصاب والمرشح المحتمل للمرتبة الثالثة في آخر استطلاع، وذلك بسبب تصريحاته العنصرية التي تفضح حقده وكراهيته للاسلام والمسلمين.. حين صرح «أن المسلمين غير لائقين للترشح لمنصب الرئيس لأن دين الرئيس يجب أن «يتماشي مع الدستور» وقد اثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات من جانب كل من الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين، والناشطين المحليين والمسئولين الحكوميين. من الواضح أن معلومات كارسون عن الدستور الأمريكي ضائعة مثل معلوماته عن الإسلام والمسلمين، فما لا يعرفه «السيد» كارسون أن دستور بلاده لا ينص فقط علي «حرية ممارسة العقيدة» في تعديله الأول، وانما نص في مادته السادسة علي أنه «يحظر المطالبة بأي شرط ديني كأساس لتولي أية وظيفة عامة»، وهو النص الذي يتعارض بشكل واضح مع تصريح كارسون. وفي محاولة للدفاع عن نفسه، كتب كارسون في صفحته علي «الفيسبوك» ردَّاً بعد يوم من تصريحاته أشار فيه إلي أنَّ «ما قصدته بالضبط قلته... أنه لا يمكن أن أدعم مسلماً مرشحاً لمنصب رئيس امريكا، ما لم ينبذ الركن الأساسي في عقيدة الإسلام: قانون الشريعة»، وادعي أنه «في ظل الشريعة الإسلامية، يجب قتل المثليين جنسياً، ويجب أن تكون المرأة خانعة ويجب قتل المرتدين» بحسب فهمه.. وأياً كان رأي الدكتور كارسون إلا أن معهد «جالوب» أجري استطلاعا للرأي في يونيو الماضي ووجد أن 60% من الشعب الأمريكي سيصوتون للمرشح المؤهل بنظرهم لا علي أساس خلفيته العرقية أو الدينية (حتي لو كان مسلماً). وقد استنكر البيت الابيض تصريحات كارسون، وأكد علي أن هذه التصريحات لا تتواءم مع اراء الأغلبية الساحقة للأمريكيين، كما طالب نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الامريكية (كير)، كارسون بالانسحاب من السباق الرئاسي، بعد أن قال إنه سوف يعترض علي تولي شخص مسلم رئاسة امريكا. واشار عوض أن من الواضح أن كارسون لم يفهم دستور امريكا، والذي يحظر إجراء وضع المعتقدات الدينية قيد الاعتبار حال التقدم لشغل مناصب عامة. واشار عوض أن «كير مستعدة لأي لقاء مفتوح مع كارسون لتبديد أي سوء فهمٍ لديه عن الإسلام، وسوف ترسل له نسخة من القرآن لكي يثقف نفسه في الدين». كما أكدت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، أنه يمكن لأي مسلم أن يصبح رئيسا لامريكا، لتتميز هيلاري بذلك عن مرشحين آخرين حاولوا التهرب من الإجابة علي هذا السؤال. من جهتها حاولت حملة كارسون الانتخابية احتواء الانتقادات، وقال المتحدث باسمها داج واتس، إن كارسون سيمد يده علي الأرجح للمسلمين في ظل ردود الفعل العنيفة التي أثارتها تصريحاته، وأشار إلي أن كارسون يكن احتراما كبيرا للمسلمين، «لكن هناك فرقا كبيرا بين معتقدات وممارسات الدين الإسلامي وبين دستورنا وقيمنا الأمريكية».