اسم اللوحة: الرحمة الفنان: مايكل أنجلو تاريخ رسمها: 1499 المدرسة الفنية : عصر النهضة الإيطالية هذا العمل النحتي الرائع بعنوان «بيتا» أي «الرحمة» لفنان عصر النهضة الإيطالية مايكل أنجلو (1475 - 1564).. وهذه المنحوتة التي تعد داخل تاريخ فن عصر النهضة الإيطالية اهم وأغلي أيقونة فنية دينية عقائدية وهي موجودة في عرض دائم داخل كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان والذي ستراه بمجرد دخولك إلي الكاتدرائية من ساحتها الرئيسية متألقاً في ركن رخامي الخلفية بشكل مميز إلي يمينك. ورغم أن مايكل أنجلو نحت تمثاله هذا عام 1499 وهو في سن الثالثة والعشرين من عمره إلا أنه ظل الي اليوم الأكثر روعة وشهرة بين أعمال مايكل ويختلف عن التماثيل التي نفذت بنفس الإسم لنحاتين آخرين سبقوه وعادة كانت أصغر حجماً ومن خامة الخشب.. بينما تحفتنا الفنية هذه من الرخام النقي مثل فيها الفنان السيدة مريم العذراء وقد رقد السيد المسيح بعد إنزاله من الصلب فوق ركبتيها كما تصوره الفنان. التمثال تجسيد لطيف للحزن النبيل الهاديء من السيدة مريم علي إبنها وتقبلها للمصير في صبر جميل وسكينة وكأنها تدرك تماماً أهمية العاطفة النبيلة المتبدية منها في هذا الموقف لأمومة نادرة في تقبل المصير مثلما تدرك تماماً مصير إبنها.. ولهذه المعاني البصرية البادية أمام المشاهد الي جانب المعاني الدينية تحول التمثال الرائع الي عمل خالد في تاريخ النحت يكشف المعاناة الإنسانية الممزوجة بالصفاء والسلام الداخلي والظاهر علي وجه الأم وإبنها.. كما بدا السلام علي الجسد المسجي للسيد المسيح وكأنه بلا أية آلام. هذا العمل الفني الديني الشهير هو تحفة عصر النهضة وهو يوازن بين المثل العليا للجمال البشري في عصر النهضة الكلاسيكية مع العواطف الإنسانية.. وجمالياً وفنياً نشاهد قدر مهارة مايكل أنجلو في تشكيل ثنيات وطيات الملابس في خامة صعبة كالرخام.. وتتمثل الجمالية الإنسانية في نظرة السيدة العذراء إلي الجسد متوجهة بنظرها إلي أسفل ارضاً بينما السيد المسيح يتجه بوجهه إلي أعلي حيث السماء.. كما نلاحظ إحتضان كف يد السيدة العذراء لجسد إبنها المادي المسجي بين يديها متمسكة به بينما كف يدها اليسري منبسط متجه باطنه لأعلي في تقبل لمصيره.. ونلاحظ أن القدم اليمني للسيد المسيح عليه السلام ثابتة فوق الأرض في رمزية استمرار معنوي لوجوده بينما قدمه اليسري في حالة ارتفاع عن الأرض وقد غادرتها. سيظل «الرحمة» هو العمل الأروع في اسمه ومعناه ودلالته النفسية والعقائدية في أعمال مايكل انجلو والأروع بين مقتنيات كنوز تاريخ الفن العالمي وكاتدرائية القديس بطرس.