هناك اتفاق عام بين كل من تشغله قضايا الوطن انها تحتاج لجهود جبارة من اجل ايجاد حلول لها تسمح لنا بالتقدم والانطلاق.. في هذا الشأن تأتي أهمية الاتصالات المباشرة وتواصل العلاقات مع الدول التي يمكن ان يكون لها دور يساعد في تحقيق هذا الهدف. الشيء المؤكد اننا كنا في أشد الحاجة إلي هذا التحرك لدعم توجهات الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو. وعلي ضوء ماشهدناه من احداث وتطورات فان هذه الثورة الشعبية قلبت الاوضاع والموازين رأسا علي عقب. انها أفشلت مخططات ومؤامرات شاركت فيها قوي من الداخل والخارج لخدمة مصالح غير وطنية. كان طبيعيا ان يترتب علي ما حدث اختلاق لمواقف سلبية تعكس خيبة أمل القوي المتآمرة علي أمن واستقرار وسيادة مصر. تمثل ذلك في سعيها لتعطيل مسيرة الآمال والتطلعات التي تستهدف تحقيق مبادئ ثورة 30 يونيو التي نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة واستقلال الارادة المصرية. جري الاستعداد لتنفيذ هذه المهمة التي اضطلعت بها جماعة الارهاب الاخواني مدفوعة بصدمتها بعد مفاجأة ثورة الشعب المصري. تولد عن هذه الصدمة تحطيم آمالها وايدلوجيتها التي امضت ما يزيد علي ثمانين عاما في ترسيخها والترويج لها.. كانت وسيلتها لتحقيق ذلك التخفي وراء ادعاءات كاذبة ومريبة تدور حول تبنيها للدعوة الاسلامية. تركز هدفها في تشويه صورة الاسلام ومصر واستخدمت الاموال وكل الوسائل غير الاخلاقية لاقناع العالم بان ما حدث في مصر انقلاب علي الديمقراطية المزيفة التي سخرتها القوي الاجنبية للهيمنة والسيطرة علي مقدرات الدول والشعوب.بعد ما يزيد علي العام من تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية رئاسة مصر بعد اجماع الشعب علي انتخابه يمكن القول ان سفرياته المتعددة وما تناولته من اجتماعات ولقاءات قد نجحت في التصدي لهذه الحملات التآمرية الظالمة علي الدولة المصرية. كان مردود هذا التحرك تفهم معظم دول العالم لحقائق الأمور في مصر والتحول إلي الاشادة بالدور الذي تقوم به في مكافحة ارهاب جماعة الاخوان التي تم اسقاط حكمها الفاشل وتجميع الجهود لتحقيق التنمية الشاملة.هنا اقول ان الوقت قد حان الآن للدخول في مرحلة تهدئة لحركة السفريات الرئاسية وهو الامر الذي تفرضه المتطلبات الداخلية خاصة ونحن علي ابواب انتخاب مجلس النواب. ان علي الرئيس في ايامنا هذه ان يتفرغ لمتابعة ملفات القضايا المحلية سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او تشريعية. ان ذلك لا يعني اهمال التواصل مع العالم الخارجي الذي يمكن ان يستمر من خلال الاتصالات وزيارات قادتها لمصر بالاضافة إلي ارسال الوفود لمتابعة ما تم الاتفاق عليه.وفقا لطبيعة الحكم في الدولة المصرية فان تواجد الرئيس علي ارض الوطن وتفاعله مع احتياجات الوطن والمواطن يعد امرا في غاية الاهمية لتحقيق الانجاز بالمعدلات المطلوبة. هذه المسئولية تحتم التركيز فيما هو مطلوب داخليا وهو كثير . ان احدا لا يمكن ان ينكر ان النجاح في الداخل يمثل دعامة قوية لما هو مطلوب انجازه من خلال الرحلات الخارجية.