ربما لم يعد من المناسب ان نتحدث عن التغييرات الوزارية بعد ان بدأ الوزراء الجدد عملهم ونأمل ان يكونوا جميعا عند حسن الظن بهم. نأمل جميعا لأن مصر لم تعد بحاجة إلي أي تجارب خاطئة سواء في أسلوب العمل أو الأداء أو النتائج. ولاننا عادة لا نستفيد من الاخطاء التي نقع فيها فإنني سوف اطرح اليوم نموذجا نأمل ألا يتكرر. فقد شهد التغيير الوزاري عودة السيد هشام زعزوع وزيرا للسياحة وهو المنصب الذي كان يتولاه من قبل. دعونا نعود إلي الأسباب التي دعت إلي تغييره في المرة الأولي.. هل كانت هناك اخطاء وقعت في فترة وزارته.. هل لم يحقق النتائج المطلوبة منه. بالطبع اسئلة كثيرة يمكن ان تتبادر إلي الأذهان رغم ان أداء وزير السياحة في المرة الأولي كان يمتاز بالجودة وخاصة في مجال الجذب السياحي وحل مشاكل كثيرة كانت تواجه قطاع السياحة وأيضا كان من الطبيعي ان يواجه اخفاقات وسلبيات. المهم انه كانت هناك أسباب لتغييره ويدركها ولاة الأمر ولاننا نعيش في مناخ اختلط فيه الحابل بالنابل ولم تعد هناك -كالعادة- أي معايير للكفاءة وحسن الاختيار عاد السيد هشام زعزوع مرة أخري للوزارة. عاد ومن الطبيعي ان هناك أسبابا موضوعية لعودته. هذه الأسباب تجعلنا نلح أكثر في معرفة أسباب تركه للوزارة في المرة الأولي. وهنا فإنني أؤكد تقديري الكامل للرجل، بل أؤكد أيضا انني اصبت بالدهشة عندما تم الاستغناء عنه لأنه سجل اسمه بأحرف من نور في تاريخ وزارة السياحة وترك سجلا من الانجازات لم يحققه من جاءوا بعده وربما قبله. أقول ذلك وأنا أفكر في مشاعر الرجل.. تري كيف قابل الذين عملوا معه ثم تنكروا له في المرة الأولي.. كيف تعامل مع الذين سارعوا بالقيل والقال عندما ترك عمله وكيف سيتعاملون معه الآن وهل الذين يكسرون «القلة» يكونون دائما جاهزون «بقلة» جديدة.. وهل يجوز كسر القلة مرتين. قلبي مع الوزير الناجح هشام زعزوع وان كنت مثل كثيرين.. مش فاهم حاجة!!