د. أحمد عكاشة مسئول ملف الصحة النفسية والمشارك في تطوير المنظومة الصحية إصلاح الأخلاق ونشر القيم من أولويات الرئيس هي مبادرة من «الاخبار» بلاشك ان نحاور ستة من اعضاء مجلس علماء مصر - كل في تخصصه - لنتعرف عن قرب علي طبيعة العمل في مجلس العلماء ودوره والمراحل التي تمر بها المقترحات والمشروعات التي يتقدم بها. طرحت الحوارات افكارا جديدة في المجالات المختلفة وحملت دعوة لشعب مصر للعمل والانتاج والتمسك بروح الفريق وحددت الاولويات في اصلاح منظومتي التعليم والصحة.. فإلي التفاصيل د. أحمد عكاشة أثناء حواره مع محرر «الأخبار» من اكثر القضايا التي تهم المواطن المصري ودائما ما يتحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي هي «قضية الاخلاق» و»الخدمات الصحية».. ومن هنا كان هذا الحوار مع الدكتور احمد عكاشة المسئول عن ملف الصحة النفسية بشكل خاص في مجلس علماء مصر والمشارك في وضع خطة تطوير منظومة الصحة في مصر بشكل عام. ما أهم المشاكل التي يراها المجلس في منظومة الصحة ؟ منظومة الصحة لدينا تحتاج إلي تغيير كامل واستراتيجية طويلة المدي، لأن المشاكل التي نعاني منها ليست في زحام المرضي في المستشفيات غير المجهزة فقط ولكن لأنه ليس لدينا تدريب دوري للأطباء، وأعتقد هذا أكبر الأخطاء الموجودة في المنظومة فالطبيب فور تخرجه يبدأ عمله في الطب دون متابعة من الدولة ولا حتي التأكد من قدرته علي مزاولة المهنة. ما المقترحات التي قدمت للرئيس لإصلاح منظومة الصحة؟ اقترحنا علي الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يشكل مجلسا باسم «المجلس الاعلي القومي للصحة يتبع رئيس الجمهورية» ليضع إطارا لمنظومة الصحة بشكل متكامل بحيث يعمل كل وزير للصحة علي تنفيذها، وذلك حتي نتفادي وجود سياسات متغيرة ومتضاربة في المنظومة بمجرد تغيير الوزير، فمثلا تم تغيير الوزير 7 مرات خلال السنوات الأربع الماضية وهذا ما تسبب في استحالة إصلاح المنظومة وتحسينها، واقترحنا أيضا إنشاء مجموعة من الهيئات منها هيئة قومية للشهادات والمؤهلات الطبية (الزمالة) كما هي موجودة في كل العالم، وهيئات اخري مستقلة كهيئة الدواء وتكون تابعة لرئاسة الوزراء وهيئة للمستشفيات وهيئة للتأمين الصحي وتكون مسئولة عن التمويل لعلاج المرضي، وهيئة للجودة والاعتماد، وحددنا في مقترحنا أن يكون عمل وزارة الصحة الرقابة علي المستشفيات والدواء وتوصيل الخدمات لكل مناطق مصر، وتكون مسئولة عن إصدار رخصة مزاولة مهنة الطب لكل أطباء مصر وتجديدها كل سبع سنوات من خلال اختبارات كما تفعل كل دول العالم المتقدمة. كيف سيتم اختبار الأطباء؟ وهل تعتقد أن ذلك سيكون سببا لغضب كبار الأطباء ؟ أولا الاختبار لن يغضب الأطباء فالدكتور مجدي يعقوب اكبر اطباء مصر واشهرهم في العالم أبلغنا انه يخضع لاختبارات دورية في لندن والاختبار لن يكون في الطب ولكن في قدراته علي التعامل مع المرضي ومن لايستطيع اجتياز الاختبارات سيمنع من مزاولة المهنة ما الهدف من إجراء اختبارات للأطباء؟ الهدف منها التأكد من قدرات الأطباء بشكل مستمر والقضاء علي الاهمال والاستهتار في التعامل مع المرضي، وحث الطبيب علي أهمية الاهتمام بمهنته ووضعه دائما تحت المسئولية المجتمعية والطبية والقانونية . عشر سنوات كم من الوقت تحتاج الاستراتيجية التي قدمت للرئيس لاصلاح منظومة الصحة ؟ لو بدأ الرئيس في اتخاذ خطوات تنفيذ الاستراتيجية فورا سوف يستغرق إصلاح منظومة الطب بالكامل عشر سنوات واتمني ذلك فنحن نعاني من الاهمال الشديد. هل وافق الرئيس بشكل نهائي علي تنفيذها ؟ لقد شرحنا للرئيس تفاصيل الاستراتيجية ووافق عليها وعلي الجميع أن يتفهم أن دور المجلس هو العصف الذهني للرئيس وليس لنا علاقة بالتنفيذ ولذلك كلف الرئيس وزير الصحة السابق د. عادل العدوي بمناقشتها معنا، ووجدناه متفهما جدا ومتعاونا ولكن توقفت كل المناقشات لحين الانتهاء من التشكيل الوزاري الجديد.. وسنواصل المناقشة الآن مع وزير الصحة الجديد د. احمد عماد ما اهم المقترحات التي ناقشها المجلس خلال اجتماعه لمدة يومين ؟ ناقشنا مقترحات لتحسين التعليم والطاقة والزراعة وأكثر الموضوعات التي اخذت حيزا كبيرا هي الاعتماد علي المياه الجوفية ومشروع الطاقة النووية الجديدة المزمع تنفيذه في الضبعة وما له من فوائد وما عليه من أضرار. بصفتك متخصصا في الصحة النفسية ماذا قدمت للرئيس في هذا الاتجاه؟ تقدمت بمشروع كامل تحت مسمي «النهضة بأخلاق المصريين» شرحت فيه كيفية النهضة باخلاقنا من خلال المدارس والرياضة والفن والموسيقي وروح الفريق.. المشروع يبدأ من الطفل والشاب وكل أطياف المجتمع، وكيف يكون الإعلام مفجرا للثقافة والتنوير بدلا من أن يكون مفجرا لصراعات تافهة وتضليل كما يحدث الآن، وتغير الثقافة العامة للمصريين حتي يكون شعبا متحضرا يحافظ علي نظافة بلده ووطنه من الصغر، واعتقد أن الرئيس السيسي يتفهم جيدا أهمية هذا المشروع والنهضة باخلاق المصريين من اولوياته، فلا يوجد رئيس في العالم يعين مستشارا للصحة النفسية وهذا سبق لنا ودليل علي اصراره علي إصلاح الاخلاق ونشر القيم والمبادئ الجيدة، ودائما نتحدث عن تأثير الارهاب والفساد وضرورة تحسين الأخلاق فلا احد يرث الاخلاق ولكنها تأتي من البيئة المحيطة والمجتمع.