أمس بدأت الدراسة بالمدارس والجامعات كنت أتمني أن أكتب عن التطوير والتحديث والخطة الجديدة التي سترفع مستوي التعليم ومستوي الطلاب.. كنت أتمني أن أقرأ في أول تصريحات للوزارة الجديدة أن التعليم سيكون الهدف الأول الذي تعمل من أجله البلد كلها.. تعلن الطوارئ وتجمع الخبراء والعلماء من كل أنحاء العالم.. فهو الأساس وهو المحرك وهو مفتاح التقدم والرقي.. لكن أمس ومع بداية الدراسة كانت عناوين الصحف كالتالي مدارس الفيوم خارج نطاق الخدمة.. نقص الصيانة وسوء النظافة يهدد بعضها.. والحمير والماعز تتجول بالفناء. مدارس الدقهلية أشبه ب»حظائر المواشي».. والأهالي: أطفالنا عرضة للخطر.. ومسئولو التعليم بالمحافظة يوعدون ويخلفون. مدارس دمياط متصدعة وتحتاج لصيانة.. والمحافظ: 8 مدارس جديدة تدخل الخدمة والانتهاء من الصيانة «العام المقبل». القمامة تحاصر مدارس بورسعيد قبل انطلاق العام الدراسي.. و69 مدرسة خارج الخدمة. معهد فتيات كفر «طبلوها» بالمنوفية يهدد أرواح الطالبات.. المبني متهالك.. والمعلمون يطالبون بإزالته. مدارس الإسماعيلية تستقبل العام الجديد بالسقالات والحجارة واستمرار أعمال الترميم. بدء رحلة عذاب جديدة لأهالي المنيا مع انطلاق الدراسة.. ومدارس تغيب عنها مقومات العملية التعليمية. استعدادات القليوبية للدراسة «حبر علي ورق».. القمامة والصرف الصحي يحاصران المدارس.. وحياة التلاميذ معرضة للخطر. مدارس قنا بلا أسوار.. مقاول مدرسة «الطويرات» حفر الأرض وتركها مكشوفة.. و«الجبلاو» غارقة في مستنقع مائي. مدارس الغربية خارج الخدمة.. الفصول بدون أبواب ونوافذ والمقاعد الخشبية مهشمة. هذه هي حال المدارس في مصر ويبدو أن الوزارة فوجئت بالعام الدراسي الجديد الذي جاء علي غفلة وبدون سابق إنذار كعادته! التعليم يحتاج موازنة ضخمة وحالة المدارس متهالكة والوزارة ومعها الحكومة في مأزق شديد وحيرة ما بين تطبيق الكادر وتوفير المرتبات وإرضاء المعلمين والوجبات المدرسية ومجانية التعليم التي أصبحت حبرا علي ورق ووهما نعيش فيه. أعلم أن ملف التعليم هو الملف الأصعب أمام أي حكومة.. ولكن هل يكفي تغيير الوزير لحل مشاكل التعليم في مصر؟