الجيش السوري هو حجر الزاوية في أي معركة حقيقية للقضاء علي الإرهاب واشنطن وبرلين ولندن.. وحتي انقرة.. عواصم مناهضة لنظام الحكم في سوريا وتمارس تدخلاً عسكرياً علي الأراضي السورية لتغيير هذا الحكم وإسقاط الدولة وتصفية الجيش وتقسيم البلاد وتفتيتها إلي أربع دول.. هذه العواصم ذاتها تقرر اليوم أن الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد ضروري لمكافحة الإرهاب ولتأسيس مرحلة انتقالية يمكن أن يشكل الأسد جزءاً منها. إذن.. الأحداث تتسارع منذ اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الوسيلة الوحيدة لمواجهة الإرهاب في سوريا هي دعم الجيش السوري. وكما قال بوتين في برنامج «60 دقيقة» بقناة «سي.بي.اس» قبيل وصوله إلي الأممالمتحدة، فإن كل من يهدفون إلي تدمير الحكومة السورية الشرعية انما يخلقون أوضاعا شاهدنا مثيلا لها في دول أخري مثل ليبيا والعراق حيث تم تدمير كل المؤسسات الرسمية، لقد انتظر بوتين عاما كاملاً ذلك المسمي ب «الائتلاف الدولي»، الذي تقوده أمريكا والذي لم يحرز أي تقدم نحو تحقيق الهدف المنشود وما سمي بالحرب الجوية ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا. ولم يحرر هذا «الائتلاف» مدينة واحدة أو أي بقعة من الأرض في سوريا أو العراق، بل ان داعش تتمدد، وخاصة في سوريا. والغريب ان امريكا لا تعترف بفشل استراتيجيتها التي تدعي انها تحارب داعش، وفي نفس الوقت لاتريد من روسيا ان تحارب ضد هذا التنظيم الوحشي الدموي رغم ان منطقة عملياته تقع علي مسافة أقرب إلي روسيا- جغرافيا- منها إلي الأراضي الامريكية. وتعرف واشنطن ان المجموعات «الجهادية» القوقازية التي تقاتل في سوريا يمكن ان تعود غدا لتقاتل ضد روسيا. الآن تلقي روسيا بقوتها العسكرية إلي جانب سوريا وتستبق الأحداث ميدانيا وترسم خطوطا حمراء بتعزيز حضورها العسكري في سوريا باعتبار ان الحسم العسكري هو المطلوب لفرض الحل السياسي، وانه لامعني حتي لما يسمي بمرحلة انتقالية ما لم يتم استئصال جذور الارهاب من سوريا. وبعد أن كان الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزير دفاعه اشتون كارتر قد اعلنا عن وضع روسيا في قائمة «الأخطار التي تهدد العالم» إلي جانب داعش ومرض «ايبولا» «!» وبعد ان أكدت الادارة الامريكية واتباعها طوال حوالي خمس سنوات انه لابد من الاطاحة بالرئيس السوري وانه لاتغيير في موقفها.. اصبحت مستعدة الآن لبحث حل سياسي للمشكلة السورية مع روسيا «!» ألا يعني ذلك أن روسيا نجحت في تغيير موازين القوي في المنطقة وفي العالم؟ ألا يعني أن مفتاح الحل في سوريا أصبح في يد موسكو بعدتخبط وفشل.. وافتضاح واشنطن ودورها في بذل كل الجهود لاغلاق ملف الحل السياسي، بل ان موسكو تفرض ارادتها الآن علي الساحة الدولية وتعرقل الاستراتيجية الامريكية بعد ان تغيرت المعادلات علي الأرض ولم يعد الحل في سوريا هو الذي كانت تتمناه امريكا واتباعها. وأخيرا- ألا يعني ذلك انتصار وجهة النظر المصرية وما طالب به الرئيس السيسي بشأن ضرورة الحل السياسي واحترام وحدة الأراضي السورية والحفاظ علي الدولة السورية؟ كلمة السر: انهيار نظام القطب الواحد