ما يحدث الآن في مستشفياتنا يصلح ان ينسخ منه سيناريوهات لأفلام رعب.. لأن سنجة وسكينة ومطواة هي تأشيرة دخول اي مريض لمستشفي حكومي.. وعلقة ساخنة هي نهاية درامية لاي طبيب يفشل في انقاذ مريض. آخر هذه السيناريوهات ماحدث يوم الجمعة قبل الماضي في مستشفي الاسكندرية الجامعي حيث أتي إلي المستشفي متوفي برصاصة في الرأس نتيجة محاولته الهروب من أحد كمائن الشرطة، فتم نقله إلي المستشفي هو واعداد هائلة من مرافقيه الذين سيطروا علي استقبال المستشفي. لحظات وبدأ المرافقون للميت في سب الاطباء اثناء قيامهم بالتعامل مع قريبهم المتوفي بأبشع الالفاظ وأخذوا يحطمون في استقبال المستشفي وأثاثه واجهزته. والاطباء مجبرون علي التعامل مع الحالة التي تأكدوا من وفاتها بالفعل وعدم وجود اي أمل في رجوعها رغم وجود حالات حرجة اخري تستحق الانقاذ لوجود أمل فيها لكنهم لا يستطيعون التعامل مع هذه الحالات تحت التهديد المستمر من أهالي المتوفي واخذوا يتسللون طبيبا خلف الآخر من غرفة الاستقبال خوفا علي حياتهم حتي بقي طبيب امتياز اخير في الغرفة وعندما هم بالخروج تم سحله وقام احد اقارب المتوفي باخراج سكين لكن الطبيب استطاع الهروب. سرعان ما خلع جميع اطباء المستشفي البلاطي البيضاء والملابس التي تدل علي انهم أطباء واختفوا من الاقسام القريبة لينجوا بحياتهم من بطش هؤلاء المجرمين ليتحول المستشفي خلال نصف الساعة تقريبا من بداية الحادثة إلي مدينة اشباح ويستمر أهل الحالة المتوفاة في جولاتهم داخل المستشفي للبحث عن أي شخص يشتبهون في أنه طبيب لممارسة البلطجة عليه وقسموا انفسهم علي الاقسام وعلي مداخل ومخارج المستشفي للقبض علي اي انسان يحمل »بالطو أبيض« ليكون ضحية جديدة لهم. توجه الطبيب المعتدي عليه اثناء محاولات فراره إلي ضابط النقطة النوباتجي الذي حاول الاتصال بالداخلية والجيش لإرسال فرقة أمنية لحماية أطباء المستشفي فكان الرد عليه ان هذا لا يمكن الآن لانشغال كل افراد الامن والجيش بتأمين مليونية ذلك اليوم ولم يحرر الطبيب محضرا بالواقعة ولا بالاصابات التي لحقت به جراء الضرب لأن الحالة الأمنية لم تكن تسمح حتي بذلك. هذه الواقعة ليست الوحيدة فخلال شهري مارس وابريل الجاري توفي مريض داخل العناية المركزة بمستشفي إمبابة العام بعد تهجم ثلاثة من البلطجية المسلحين علي وحدة العناية المركزة. وفي أسوان اقتحم عدد من عائلة مريض بالفشل الكلوي مستشفي أسوان التعليمي بعد وفاته بقسم العناية المركزة، وحطموا نوافذ المستشفي الزجاجية واعتدوا علي الاطباء بالضرب الذين توقفوا عن العمل. احتجاجا علي ذلك وفي مستشفي الصدر بالعمرانية قام اهل مريض بتحطيم غرفة العناية المركزة وأثاروا الرعب والذعر عندما حضروا واكتشفوا وفاة المريض بعد اقل من 24 ساعة علي نقله للمستشفي. وفي مستشفي القنطرة غرب بالاسماعيلية اعتدي 10 اشخاص بينهم مسجلون علي الطبيبين محمد فتحي ومحمد السيد اخصائي الاذن والحنجرة و الجراحة بالضرب الذي أدي لإصابتهما في واقعة مؤسفة نجحت علي اثرها الاجهزة الأمنية في القاء القبض علي الجناة وقررت النيابة حبسهم علي ذمة التحقيق. وزارة الصحة كانت قد اعلنت من قبل عن خطة لتأمين المستشفيات في كل وسائل الاعلام لكن الدكتور خيري عبدالدايم نقيب الاطباء وصف الخطة بالفاشلة وقال ان هناك تقاعسا من وزارة الداخلية و »تطنيش« من قبل وزارة الصحة وقال النقيب اننا كنقابة ارسلنا خطابات للجهات الامنية ووزارة الصحة وليس امام الاطباء إلا الاعتصامات لحين تامين المستشفيات موكدا ان الحالة السيئة للاستقبال بمستشفيات الصحة وراء هذه الاعتداءات فعندما يتوجه اهل مريض للمستشفي ولايجدون اسره للرعاية يقومون بهذه الاعمال والاعتداءات.