محمد أبو السعود في رد فعل عقلاني ومنطقي من الناديين رفض مسئولو الاهلي والاسماعيلي تبادل كرة النار والفتنة التي اشتعلت وتأججت بين أقلية من جمهور الاهلي ومثلهم من جمهور الاسماعيلي ونفخ الاعلام بمختلف وسائله في نيران الفتنة التي لو ازدادت عن ذلك ستأكل الاخضر واليابس وتقتلع جذور الرياضة المصرية التي مازالت تحبو وتسير في اتجاه ايجابي وتصاعدي من بعد ثورتين متتاليتين وأحداث متوترة تسببت في جمودها لفترات طويلة..الغريب أن الابواق الاعلامية التي ملت من المطالبة بعودة النشاط الرياضي والحيوية لشرايينه بعد فترات تجلط وصدمات اجبارية هي نفسها التي تؤجج نيران الفتنة وتشعلها وتسكب عليها كميات رهيبة من البنزين. فتنة الاهلي والاسماعيلي بدأت بهتافات معادية وسباب وألفاظ خارجة من نحو 600 اهلاوي متهور هم في الحقيقة اقلية لا تعبر عن الاهلي الكبير بجماهيره التي تتجاوز الملايين وشعبيته الطاغية التي يعلمها القاصي والداني..أقلية لا تعبر عن تاريخه ومبادئه التي ترفض وتستنكر وتشجب أعمال العنف والدمار.. وصلة السباب وكمية الزجاجات الفارغة والمملوءة كانت من نصيب احد دراويش الاسماعيلي السابقين وصخرة مصر القادمة اداء واخلاقا النجم المهذب احمد حجازي الوافد الجديد علي قلعة الاحمر..تحمل النجم الصاعد سيل الشتائم والالفاظ الخارجة التي وجهت اليه والمشهد كاد ينتهي ولكن الاقلية الجماهيرية الثائرة بالغت في تعصبها وراحت تهتف ضد الاسماعيلي وجمهوره وأنصاره وهو مالم يتحمله حجازي الذي طلب منهم عدم الاساءة إلي الاسماعيلي بيته الذي تربي فيه وعانق المجد والاضواء فيه وهنا تطور الموقف وتصاعدت الاحداث من جانب جمهور الاهلي الثائر وتم احتواء الموقف. وسريعا جاء الرد القاسي من جانب دراويش الاسماعيلي.. ثاروا في مباراة فريقهم الودية امس الاول امام غزل المحلة.. وبالغوا في لغة التعصب وبعثوا برسائل قاسية إلي أقرانهم في الاهلي بإشعالهم النيران في علم الاهلي، وهنا بدأت الخطورة وصار الصمت نوعا من الجريمة ﻷن الكوارث لا تأتي إلا من مستصغر الشرر. وما بين هجمة الاهلاوية الثائرة ورد فعل جمهور الاسماعيلي القاسي بدأت تلوح في الافق نيران فتنة قادمة وصفها ميدو المدير الفني للاسماعيلي بأنها تشير إلي مجزرة ثالثة في الطريق إذا لم يتدخل أصحاب العقول الرشيدة ! «الاخبار» سلطت الاضواء علي الفتنة التي في طريقها إلي كارثة لتدق ناقوس الخطر وألقت بها علي مائدة المسئولين بالناديين الشقيقين والكبيرين لمعرفة آرائهم وانطباعاتهم وطبيعة وحجم العلاقة وهل من الممكن ان تؤثر نزوات الصغار في علاقة الكبار ببعضهم ؟! في البداية اعرب اللواء محمود علام المدير التنفيذي للأهلي عن حزنه وأسفه وغضبه الشديد من الهالة التي رسمها الاعلام حول الازمة مؤكدا ان الاقلية الاهلاوية الغاضبة لا تعبر عن رأي ملايين الاهلي مشددا علي قوة العلاقة بين مسئولي الاهلي والاسماعيلي وأن اي فتنة مهما كان حجمها لن تؤثر علي علاقة الناديين الكبيرين رافضا شكلا وموضوعا ما بدر من هذه القلة التي تسيء لنفسها قبل ان تسيء إلي الكيان التابعة له. وقال علام : المباراة هي قمة بين الاهلي والزمالك كيف دخل الاسماعيلي في اجوائها بهذه السرعة وبهذا الشكل..الاعلام كان يجب ان يكون حكيما في تناول الازمة دون تضخيمها والتهويل فيها..كلنا اسرة واحدة وشعب وامة واحدة.. جمهور الاهلي والاسماعيلي أخوة.. ومسئولو الاهلي والاسماعيلي تجمعهم علاقات ود طيبة.. في تخيلي لن تأخذ الازمة عندنا اكثر من حجمها..هو موقف عابر من جمهور واقلية غاضبة..يجب ان يتوحد ويعتصم الجميع من اجل الارتقاء والنهوض..لا مجال للغة الكراهية ولن نسمح بها..الرياضة روح واخلاق.. والانتماء أخلاق وروح. وتابع محمود علام : علاقتنا بالاسماعيلي لن تتأثر ولمسئوليه كل التقدير والتحية ونحن ننبذ لغة الحوار الساخن بين الاقلية الجماهيرية من الفريقين. وعلي نفس درجة المسئولية جاءت تصريحات العميد محمد أبو السعود، رئيس الإسماعيلي، الذي استنكر ورفض واقعة حرق قميص الأهلي خلال ودية الفريق امس الاول أمام غزل بورسعيد، مؤكدًا ان ناديه سوف يفتح تحقيقا موسعا حول هذه الواقعة المسيئة لمحاسبة المخطئ. وأكد رئيس الاسماعيلي، أن مناوشات الجماهير لا يجب أن تصل إلي الإدارات، والممثلين الرسميين للأندية، مضيفًا أنه يرفض تصرفات جماهير الناديين سواء الأهلي أو الإسماعيلي. وأوضح أبو السعود، أن علاقة مجلس إدارة الاسماعيلي بنظيره في الأهلي جيدة، مضيفًا أنه يجب علي الجميع إزالة حالة الاحتقان بين جميع الأندية والتفكير في مصلحة البلد واعلان رفعة واسم الوطن فوق كل التفاهات. ومن جانبه قال أحمد حسام ميدو أنه يتوقع حدوث مذبحة جديدة بين جماهير الكرة المصرية في ظل تزايد حالة الاحتقان بين الأندية وخاصة الأهلي والزمالك والإسماعيلي وطالب الحكماء بالتدخل السريع وإزالة الرواسب. واستنكر ميدو ما حدث يوم السبت الماضي في مدرجات مختار التتش وقيام الجماهير الحمراء بالهجوم بالشتائم علي جماهير الاسماعيلي وكذلك امس الاول في استاد الإسماعيلية وقيام جماهير الدرويش بالرد بحرق القميص والعلم للنادي الأهلي قائلا : «مجزرة بورسعيد بدأت بتصرفات صبيانية مثل هذه». وطالب المدير الفني للدراويش الجميع بمحاولة ضبط النفس والعمل علي تهدئة الأوضاع والتكاتف من أجل إعادة الجماهير للمدرجات مشيرا إلي أن الكرة المصرية كلما تتقدم خطوة تجد من يعيدها عشر خطوات للخلف.