توافد علي ميدان التحرير أمس آلاف المتظاهرين منذ الصباح الباكر وتعدت الأعداد مئات الآلاف عقب صلاة الجمعة بعد وصول مسيرات من مختلف ميادين القاهرة لمشاركة زملائهم في مليونية انقاذ الثورة وتقرير المصير والتي دعا إليها أكثر من 05 حزباً وائتلافاً ثورياً وحركة سياسية وشارك في هذه المليونية الاخوان المسلمون بعد ان كانوا منعزلين عن دعوات الثوار طوال الأشهر الماضية وكذلك انصار الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل المستبعد نهائياً من سباق رئاسة الجمهورية. وطالب المتظاهرون بتفعيل قانون العزل السياسي ومنع ترشح فلول النظام السابق لرئاسة الجمهورية واستكمال أهداف الثورة والتزام المجلس العسكري والحكومة بتنفيذ هدف »عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية«.. وتعديل المادة 82 من الاعلان الدستوري والتي تنص علي عدم جواز الطعن علي قرارات اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات الرئاسية والتأكيد علي قيام المجلس العسكري بتسليم السلطة في الموعد المحدد في 03 يونيو المقبل. كما طالب المتظاهرون بالافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين الذين تم ضبطهم خلال أحداث الثورة أثناء تنظيمهم لمسيرات أو الدعوة لها مالم يثبت ضدهم جرائم جنائية ومنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري والتوافق علي الجمعية التأسيسية للدستور بما يحقق تمثيل كل طوائف الشعب واتجاهاته وانماءاته وتطهير وزارات الاعلام والداخلية والعدل من فلول الحزب الوطني المنحل وتطهير الجهاز الاداري للدولة من فلول النظام السابق. وألقي خطبة الجمعة من أعلي منصة القوي الثورية المجاورة للجامعة الأمريكية الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم والذي طالب جميع القوي والائتلافات الثورية والأحزاب بتوحيد صفوفها من أجل استكمال تحقيق مطالب الثورة من جديد.. وطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها دون تأخيرها يوماً واحداً ووضع الدستور بعد نقل السلطة من المجلس العسكري إلي رئيس مدني منتخب علي أن يكون هذا الدستور توافقياً يعبر عن جميع أطياف الشعب ومطالبه.. وتفعيل قانون العزل السياسي وإلغاء المادة 82 من الاعلان الدستوري وعزل فلول النظام السابق بشكل فوري لأنهم لو عادوا إلي سدة الحكم لن يرحموا هذا الشعب وسيعلقون الثوار في ميدان التحرير. وأكد الشيخ شاهين خلال خطبته في ميدان التحرير انه عار علي الثورة والثوار أن يعاد انتاج نظام الرئيس السابق حسني مبارك من جديد متسائلاً: »هل يستكثرون علي الشعب المصري أن يحكم الصالحون هذا البلد؟«. وعقب انتهاء خطبة الجمعة أم الداعية الاسلامي د.صفوت حجازي من أعلي منصة حزب الحرية والعدالة حشود المتظاهرين لأداء صلاة الجمعة وكذلك أداء صلاة العصر جمع تقديم وصلاة الغائب علي أرواح شهداء الثورة وشهداء تونس وليبيا واليمن والعراق وسوريا. وبعد الانتهاء من الصلاة هتف المتظاهرون التحرير بيقول يسقط الفلول والشعب يريد الغاء المادة 82 من الاعلان الدستوري. ورفع المتظاهرون لافتات أعادت إلي الميدان روح ثورة 52 يناير من جديد وعبرت عن مطالب المشاركين في مليونية تقرير المصير ومنها »لا لهيمنة أي تيار علي الوطن.. لا للفلول وطبعوا عليها صورتي أحمد شفيق وعمرو موسي.. لن نسمح بالتلاعب الثورة مستمرة.. دستور لكل المصريين.. لا دينية ولا عسكرية نريدها مدنية ديمقراطية.. وزير خارجية مبارك لن يحكم مصر.. انتخابات رئاسية حرة ونزيهة«. وحدثت مناوشات بين عدد من الثوار وبعض شباب الاخوان المسلمين المتواجدين داخل الميدان كادت أن تتحول إلي اشتباكات وتتحول المليونية إلي حرب دموية لولا تدخل العقلاء من الطرفين وتم تهدئة الموقف وذلك بسبب اتهام بعض شباب الثورة الاخوان بأنهم تخلوا عن مباديء الثورة وانشغلوا بحصد الغنائم والكراسي داخل مجلس الشعب والشوري ويحاولون الآن الاستحواذ علي كرسي الرئاسة وأنهم جماعة تعمل من أجل مصلحتها وليس من أجل مصلحة الوطن هذا الكلام أثار غضب شباب الاخوان المسلمين والذين أكدوا أنهم هم الذين حافظوا علي الثورة ويعملون الآن علي اعادتها إلي مسارها الصحيح. وشهد الميدان حرب منصات لم تشهدها أي مليونية من قبل حيث وصل عدد المنصات داخل الميدان حوالي 9 منصات وتعالت الأصوات مما أدي الي صعوبة سماعها في حين أوقفت حركة 6 أبريل العمل بمنصتها نظراً للعدد المتزايد وغير المتوقع في عدد المنصات داخل الميدان.. وكل منصة كان لها مطلب مختلف.. فالسلفيون يطالبون بعودة حازم أبواسماعيل للسباق الرئاسي والاخوان احتشدوا لرفض الفلول والتعجيل بتسليم السلطة والائتلافات الثورية التي تفرقت لعدة منصات في أماكن مختلفة بالميدان تطالب برفض الفلول وتعديل المادة 82 من الاعلان الدستوري واعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور لتمثل جميع أطياف الشعب.