ما أقبح الغرور والكبر لانه يحبط العمل ويفسده لذلك قال بن عطاء الله السكندري : «رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا» فالتذلل والانكسار لله واجب علي كل انسان حتي لو كان ملكا او رئيسا لانه مالك الملك، والانسان خلق ضعيفا وفي أمس الحاجة كل لحظة إلي عناية المهيمن الجبار المتكبر سبحانه وتعالي عما يشكرون. التذلل والانكسار للخالق الباريء المصور حصن منيع لاي انسان ضد غرور المال والبنين والجاه والسلطان فضلا عن انهما من اهم الوسائل للقرب من الرحمان الرحيم ونيل محبته حيث يقول الزاهد الفقيه الامام الجنيد :» طرقت الا بواب كلها في الطريق إلي الله ، فلم ادخل الا من باب الذل والانكسار»اصبحنا محاطين ومحاصرين ليل نهار في السنوات الاخيرة بأناس يملأون الدنيا غرورا واستعلاءوصخباوكأنهم خرقوا الارض وبلغوا الجبال طولا رغم انهم في ميادين وساحات الانجازات لا يساوون مثقال ذرة من خردل ، لكن ما باليد حيلة في مواجهة هؤلاء المدعين الذين أثروا ثراء فاحشا طاغيا في غفلة من الزمن بل تسسللوا في الوقت ذاته إلي مواقع المسئولية وصاروا يتأففون من الاختلاط بعامة الناس ويصعرون خدهم للبسطاء ويمشون في الارض مرحا واختيالا وفخرا،، لذلك أثاروا حفيظة البسطاء والفقراء عليهم وكادوا يدخلون المجتمع كله في صراع طبقي من جديد عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان رضي الله عنهما كانا من أثري أثرياء العالم في عصرهم وتنافسا في التصدق وفعل الخيرات للفقراء والنهوض بالمجتمع الاسلامي الواعد حينذاك فماذا فعل فقراء الصحابة ؟ ذهبوا إلي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم، وقالوا له : « ذهب أهل الدثور بالاجور، يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، لكنهم يتميزون علينا بأنهم يتصدقون بفضول أموالهم، فقال الحبيب : «أليس الامر بالمعروف صدقة ، والنهي عن المنكر صدقة ، وتبسمك في وجه اخيك صدقة، وإماطة الأذي عن الطريق صدقة ، واعانة ذي الحاجة صدقة واغاثة الملهوف صدقة...» الي آخر الحديث الذي يؤكد أن مجالات الصدقات كثيرة ولا تتوقف علي انفاق الاموال في سبيل الله حيث يتنافس فيها الفقراء والأغنياء للرقي بمجتمعهم دون حقد أو صراع علي متاع الغرور الزائل. تواضع لخلق الله يحبك الله سبحانه وتعالي ويبارك فيك ويزيدك من فضله فهو القادر المقتدر المعطي الوهاب الرزاق ذو القوة المتين.