رحل في الأسبوع الماضي عن عالمنا المرحوم البطل علي زنجير أحد حبات اللؤلؤ في عقد الأبطال البارزين خلال العدوان الثلاثي علي بورسعيد عام 1956 وكان واحدا من 6 أبطال نفذوا أبرز عملية زلزلت التاج البريطاني وقتها وعجلت برحيل قوات العدوان بعد خطف ضابط المخابرات البريطانية مورهاوس ابن عم ملكة انجلترا وقتها وكان معه في هذه العملية الأبطال محمد حمد الله وحسين عثمان وأحمد هلال ومحمد سليمان وطاهر مسعد.. كما سجل البطل المرحوم سيد عسران العملية الثانية البارزة خلال هذا العدوان بتصفية ضابط المخابرات البريطاني ويليامز بعد أن ألقي عليه قنبلة داخل سيارته لينال جزاء جبروته وعنفه الزائد في إذاقة أبناء بورسعيد وقتها ألوان العذاب ولم يبق من رموز هذه الحرب إلا البطل محمد مهران الذي دفع عينيه بعد أن وقع في الأسر ثمنا لرفضه إفشاء أسرار زملائه الفدائيين ورفضه سب الرئيس جمال عبد الناصر أمام وسائل الإعلام الأجنبية كما طلبت منه قوات الإحتلال. هؤلاء الأبطال رغم أنهم سطروا أبرز صفحات التاريخ النضالي لبورسعيد في أكبر معركة في تاريخها إلا أنهم لم ينالوا حقهم من التكريم اللازم وكل ما حصلوا عليه هو لقاؤهم السنوي مع الرئيس جمال عبد الناصر عندما كان يزور المدينة في ذكري احتفالات عيد النصر في 23 ديسمر من كل عام وللأسف بخلت عليهم مدينتهم التي وضعوا أرواحهم علي أكفهم من أجلها بأبسط أنواع التكريم ولو بإطلاق أسمائهم علي الشوارع والميادين.. وإذا لم يكن هؤلاء الأبطال يستحقون هذا التكريم فمن يستحقه إذاً وللأسف هناك الكثير من الشوارع معلق عليها أسماء لا يعرف أبناء المدينة من هم ولا تاريخهم وقد آن الأوان أن نرد لهم الإعتبار وأن نفعل قرارات اتخذت علي الورق لسنوات طويلة وآن لها أن تري النور فكفانا ظلما لهم في حياتهم وبعد مماتهم.