في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .يجمع بين العلم الغزير.. والحس الفني.. والدفء الإنساني في التعامل مع مرضاه.. كان يحلم ويخطط لأن يكون فنانا أو إعلاميا.. لكنه ضل طريقه ليصبح واحدا من أشهر أطباء الأورام في مصر.. ولم يبق له من أحلامه القديمة سوي اقترابه من أهل الفن بعد أن أصبح طبيب الفنانين والمشاهير.. هو الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ طب الأورام ومدير مركز علاج الأورام بقصر العيني. ........................ ؟ من حسن حظي أنني كنت الابن الأصغر لأحد رواد الإعلام المصري.. وهو المرحوم صلاح عبد القادر الأمين العام المؤسس لاتحاد اذاعات جامعة الدول العربية.. وأمين عام المؤسسة المصرية العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون والمسرح والموسيقي.. ووالدتي كانت ربة منزل.. ولدي أخ واحد هو د.طارق عبد القادر الحاصل علي الدكتوراه في الإعلام وكان مدير إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية.. رغم صغر سني كنت صديقا للفنانين والإعلاميين أصدقاء أبي.. مثل عبد الحليم وكمال الملاخ وأم كلثوم وغيرهم.. حضرت افتتاح التليفزيون في23 يولية 1961..وعشت أجمل ذكرياتي خلال هذه الفترة. وكانت أسعد لحظات حياتي حينما تم تكريم اسم والدي عام 2010 في مهرجان الاذاعة والتليفزيون..وكان يجلس بجواري وجدي الحكيم نستعيد معا ذكريات الزمن الجميل. ........................ ؟ هذا التاريخ العائلي جعلني شغوفا بالإعلام والاستوديوهات والفن.. كنت أري الإعلام مهنة ساحرة.. تلعب دورا كبيرا في تغيير العقول والنفوس.. وكنت أحلم بالعمل في هذا المجال.. لكني للأسف كنت متفوقا وحصلت علي مجموع كبير في الثانوية العامة..واضطررت للالتحاق بالطب!! ويضيف بأسي: «كان نفسي أكون محاور زي مفيد فوزي..لكن بصراحة استخسرت مجموعي.. ودخلت الطب!!» ........................ ؟ الذي لا يعرفه الكثيرون أنني عملت مساعد مذيع مع الإعلامية الكبيرة سناء منصور سنة 1971 في إذاعة باريس العربية والتي سميت بعدها إذاعة مونت كارلو.. حيث كنت أجمع لها مواد إعلامية..ورغم دراستي للطب إلا أنني ظللت شغوفا بالإعلام.. وتقدمت وأنا معيد بالطب لاختبار المذيعين.. لكن أصدقاء والدي أبلغوه فوبخني وقال لي «ما ينفعش تبقي معيد وتطلع مذيع علي الشاشة «.. وهكذا تفرغت للطب لكني ظللت علي عشقي للإعلام والفن.. ومازالت لي علاقات صداقة قوية بالإعلاميين والفنانين مثل الإعلامي الكبير فاروق شوشة وعزت العلايلي وصلاح منتصر وصلاح دياب وغيرهم.. ........................ ؟ كنت الطبيب المعالج لأحمد زكي وليلي فوزي وعبد الله محمود.. وأيضا حسني مبارك.. ومشكلتي انني كنت صديقا لجميع مرضاي من أهل الفن.. ولذلك كانت حياتي تتأثر كثيرا بوفاة أي مريض منهم.. « لكن أكتر مريضة تأثرت بوفاتها هي دينا بنت الفنان الكبير هاني شاكر.. كانت زي الملاك في الشكل والأخلاق.. ووفاتها قسمت ضهري زي أهلها بالضبط « ........................ ؟ طبيب الأورام يعيش دراما تفوق الأفلام.. وهو ما يجعله يعاني كثيرا في حياته.. فأنا أتعامل مع مرض خطير.. وأري صورا عديدة لغدر الزمان.. وغدر الزوج أو الأبناء.. فالمرض يظهر الناس المحيطة علي حقيقتهم.. ولكن الحمد لله انني أري من ناحية أخري نماذج رائعة لأهل الخير الذين يقبلون علي مساعدة مرضي لا يعرفونهم. ........................ ؟ لابد من وقت لآخر من «فاصل» يخرجني من معاناتي مع آلام الناس.. وللأسف لا أجد الوقت للفواصل طويلة.. فألجأ لفاصل قصير ممتع مع أنغام زوجتي وهي تعزف البيانو.. أو فاصل آخر ممتع مع «لمة الأصحاب».. علي وجبة عشاء بمصاحبة أنغام العود والإيقاع.. وقائمة أصدقائي تضم مجموعة كبيرة من الأطباء مثل د. يسري الهواري ود.علاء حداد ود.حسام كامل ود.أحمد زهدي.. وغيرهم. ........................ ؟ تزوجت زواجا عقلانيا.. وزوجتي هي السيدة نرمين جميل فائق.. خريجة آداب فرنسي.. وتفرغت للبيت والأبناء.. وزوجتي متفهمة جدا لطبيعة عملي و شخصيتي.. ولدي ثلاثة أبناء هم أميرة تعمل في إحدي الشركات.. وعمر مهندس بترول.. وفرح تعمل في الإعلام.. « يعني مفيش حد فيهم ورث مهنة الطب.. لكنهم ورثوا حبي للفن « ........................ ؟ أشياء كثيرة أحبها وأحرص عليها.. مثل رياضة المشي والجري.. التي أبدأ بها يومي في الصباح الباكر.. أيضا أعشق الأكل الشرقي بكل أنواعه.. وخاصة البط بالفريك والحمام المحشي والملوخية.. والحمد لله أن زوجتي طباخة ماهرة. أعشق أيضا القراءة في مجال الإعلام.. ولدي كتب وملفات إعلامية من أيام والدي قرأتها كثيرا. ........................ ؟ لدي ذكريات عديدة مع مشاهير الفن.. فأحمد زكي مثلا كان مجنون تمثيل ونظراته ثاقبة.. والذي لا يعرفه الكثيرون أنه فقد النظر بعد تصوير آخر مشهد في فيلم حليم بسبب جلطات متعددة بالمخ.. وقد مات بهذه الجلطات وليس بالسرطان.. وقد كنا أصدقاء وأقنعني بالغناء مع الاوركسترا أثناء تصوير فيلمه.. أما حسني مبارك فهو خفيف الظل جدا.. وكل ما أستطيع قوله إنني شعرت به رجلاً محترماً ولديه عزيمة قوية.. ورأيي الخاص أنه من الصعب أن نتجاهل تاريخه العسكري من عام 1965..ونختزله في خمس سنوات فقط.