أعمال سد النهضة مستمرة رغم المفاوضات الجارية بدأ أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا الاجتماع الثامن للجنة الوطنية المعنية بملف سد النهضة الإثيوبي بمشاركة 12 خبيرا من مصر والسودان واثيوبيا، وغياب وزراء المياه الثلاثة عن المشاركة للمرة الثانية، بعد الاجتماع السابق بالقاهرة في الاول من يوليو الماضي ، لحل الخلافات حول العرض الفني الجديد لدراسات المشروع، من أجل الاتفاق علي مهلة جديدة للمكتب الفرنسي لتقديم العرض المحدث لسد النهضة قبل بدء الدراسات. وقالت مصادر معنية بملف مياه النيل، إن الاجتماع ناقش تقريب وجهات النظر بين مكتبي الشركة الفرنسية « بي آر إل» الفرنسية، والمكتب الهولندي «دلتارس» ، لتقديم العرض الفني المشترك قبل التعاقد رسميا لانطلاق دراسات سد النهضة من خلال المكتبين وتحديد دور كل شركة في الدراسات، علي ان يكون المكتب الفرنسي هو الرئيسي لإجراء الدراسات طبقا للنسبة المقررة له وهي 70%، من الدراسات مقابل 30% للمكتب الهولندي. وكشفت المصادر عن ان الجانب الاثيوبي يحاول استهلاك الوقت حتي الانتهاء من المرحلة الاولي من المشروع والمقرر لها العام المقبل، وعندها لن تكون هناك جدوي من المفاوضات، مشيرة إلي ان أثيوبيا لا تؤيد دور المكتب الهولندي، في إجراء دراسات المشروع لان لديه نماذج رياضية لدول حوض النيل توضح خطورة سد النهضة علي مصر، مشددا علي انها تحاول الضغط علي مصر لقبول الامر الواقع بان يكون المكتب الفرنسي هو الوحيد المعني بالدراسات. واضافت المصادر انه من المقرر عدم التوصل لحل للنقاط الخلافية بين المكتبين، فيما تتعلل السودان واثيوبيا عدم التوافق علي المكتب الاستشاري، بإنشغال الدولتين بالفيضان الجديد، خاصة بسبب ارتفاع معدلات الفيضان وزيادة مساحات المناطق المتضررة من الفيضان، مشيرة إلي أنه من المتوقع ان يتم التأجيل علي التوقيع حتي اكتوبر المقبل. وقالت المصادر إن إثيوبيا لديها اصرار شديد علي ان ينفرد المكتب الفرنسي فقط بتنفيذ الدراسات، وهو ما تسعي اليه من خلال عدد من المحاولات بدأت بالاتفاق منذ الاجتماع قبل الماضي في ابريل الماضي أن يعمل المكتب الهولندي كمقاول من الباطن مع المكتب الفرنسي، وأن يكون الفرنسي هو المسئول الوحيد عن إدارة الأعمال الخاصة بتنفيذ الدراستين، علي أن ينفذ المكتب الهولندي ما يوكله إليه نظيره الفرنسي من أعمال في حدود نسبة 30%، لأن المكتب الفرنسي له سابق أعمال في إثيوبيا وهناك علاقات متشابكة بينهما مما يدفع المكتب الفرنسي لتنفيذ جميع مطالب إثيوبيا دون تردد. أكد المصدر ان عداء اثيوبيا للمكتب الهولندي يعود الي اعداد «دلتارس» ذات التاريخ الطويل والسمعه العالمية في السدود «نموذج رياضي» عام 2007 لحوض نهر النيل، يعد مرجعية دولية عند اقامة اي منشأ علي النيل، حيث يؤكد النموذج ان سدود اثيوبيا الاربعة المزمع انشاؤها علي النيل بما فيها سد النهضة لها آثار ضارة علي مصر والسودان. ومن جانبه قال د. محمد نصر الدين وزير الري الاسبق للاخبار ان مصر ليس امامها سوي خيارين، وهما اما ان تتنازل لاثيوبيا وقبول مطلبها بالتعاقد مع الشركة الفرنسية، للقيام بكل الدراسات منفردة، وستكون لذلك عواقب وخيمة، علي مصر، حيث لن تستطيع الشركة الفرنسية ان تقوم بالدراسات في الوقت المحدد لخبراتها المحدودة في مجال المنشآت الكبري، والانهار الدولية.