نور الشريف حالة متفردة سينمائية ودرامية ومسرحية فهو فنان لن يتكرر استطاع أن يفرض موهبته وفنه علي الساحة الفنية طوال مشواره الفني الذي امتد لما يقرب من ال 45 عاما منذ أن تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن تبقي أعماله الدرامية خالدة في الذاكرة والتي وصل عددها لما يقرب من ال23 عملا منها (الدالي) و(الرحايا) و(حضرة المتهم أبي) و(رجل الأقدار) و(هارون الرشيدي) و(الثمن) و(الثعلب) و(أديب) و(متخافوش) و(القاهرة والناس) و(رجل بلا ماضي) وتبقي أعماله (لن أعيش في جلباب أبي) و(الحاج متولي) و(العطار والسبع بنات) و(عيش أيامك) التي تعاون فيها مع السيناريست مصطفي محرم علامات بارزة وعن هذه الأعمال والمشروع الذي لم يكتمل لمسلسل « أولاد منصور التهامي» الذي تأجل تصويره لأكثر من عام بسبب مرض نور ولكن القدر لم يمهله حتي يخرج هذا العمل للشاشة.. عن مسيرته مع نور الشريف الموهبة والحالة الدرامية المتفردة يقول مصطفي محرم كانت تربطني علاقة طويلة المدي بنور الشريف فكنا جيران في حي السيدة زينب وبدأت صداقتنا منذ أن دخل هو المعهد العالي للفنون المسرحية ومنذ أن دخلنا مجال الفن كنا نتابع أعمال بعضنا البعض لكن تعاوننا معاً تأخر بعض الوقت وكان فيلم (مع سبق الإصرار) الذي عرض 1980 أول هذا التعاون وفي نفس العام عرض علي نور فيلم (الحب وحده لا يكفي) ولم يعجب بالسيناريو المكتوب للعمل الذي كتبه سيناريست آخر فاشترط أن أعيد أنا كتابة السيناريو حتي يقوم ببطولته وبالفعل أعدت كتابة السيناريو وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه وبعد نجاح الفيلمين توالت الأفلام التي جمعتنا منها (الوحل) و(أهل القمة) و(انحراف) و(وصمة عار) وقد حصل نور علي عدد من الجوائز علي الأعمال التي جمعتنا. بعد ذلك قررنا أن ننقل النجاح الذي حققناه في السينما إلي التليفزيون فكتبت له (لن أعيش في جلباب أبي) وأعقبناه ب(عائلة الحاج متولي) والعملان كانا نقلة لنور فمنذ بدأ عرضهما نالا إقبالا جماهيريا كبيرا في مصر والوطن العربي ولازال يتم عرضهما وتسويقهما للقنوات المصرية والعربية رغم أن عرضهما الأول مر عليه أكثر من 18 عاما فأحدهما عرض عام 1995 والثاني في 2001 وأعتقد أن العملين من أكثر الأعمال الدرامية التي تم بيعها وتسويقها في تاريخ الدراما المصرية خاصة (الحاج متولي)، ثم بعد ذلك قدمنا (العطار والسبع بنات) و(عيش أيامك) وكنا قد بدأنا الإعداد لمسلسل جديد باسم (أولاد منصور التهامي) منذ سنتين وذهبنا مؤخرا إلي تركيا أنا وهو والمخرج والمنتج لمعاينة أماكن التصوير ثم أجلنا التصوير حتي يسترد نور عافيته لكن القدر كان أسرع وعن نور الشريف كموهبة تمثيلية يقول محرم: نور موهبة متفردة بالنسبة للتمثيل فلم يكن ممثلا عاديا بل كان ممثلا موهوبا مثقفا يحرص علي تنمية موهبته بالقراءة فطوال مشواري لم أجد ممثلا مثقفا مثل نور الشريف إلا محمود مرسي فكان الاثنان رحمة الله عليهما يتمتعان بثقافة عريضة ويستطيعان التحدث في أي مجال وتراه ملما بما يحدث حوله ليس في مصر فقط بل في العالم كله. فنور الشريف مدرسة تمثيلية من راسه حتي قدميه ملما بجميع مدارس التمثيل الموجودة فقد كان دائما مهموما بحال الفن الذي يعشقه وطالما حاول أن يقدم له ويجزل العطاء فتجده من الفنانين القلائل الذي أنتج وأخرج أعمالا فقد كان يحاول أن يقدم أي شيء يساهم في تقدم الفن خطوة للأمام.. ورغم نجاحه وموهبته كان مثالا للالتزام والانضباط فبمجرد أن يوافق علي سيناريو عمل ويبدأ التنفيذ الفعلي له تجده مطيعا كأنه كأصغر ممثل في «اللوكيشن» كما أنه كان محبا لزملائه ومن أكثر الفنانين مساعدة لشباب المهنه وتوجيها لهم وأخذا بأيديهم والفضل يعود إليه بعد الله في ظهور عدد من الفنانين الذين اصبحت أساميهم وأعمالهم تحتل شاشات السينما والتليفزيون فنور الشريف رحمة الله عليه موهبة لا تعوض في فن التمثيل وعلينا أن ندرس أعماله وطريقة تمثيله في معاهد التمثيل حتي يتعلم منها الأجيال.