خبراء مكافحة الارهاب بأمريكا فى حيرة هل يركزون خططهم على مقاومة إرهاب داعش أم القاعدة؟ مازال كبارالمسؤولين الأمريكيين في إدارة الرئيس أوباما المتخصصون في مكافحة الإرهاب وتنفيذ القانون منقسمون في الرأي حول ما إذا كان داعش أم القاعدة هو التنظيم الإرهابي الأكثر تهديداً للأمن القومن الأمريكي. يعكس الانقسام حالة القلق المتزايد لدي الامريكيين بشأن الخطر الشديد الذي يشكله تنظيم داعش بسبب حملاته غير المتوقعة علي وسائل التواصل الاجتماعي والتي يستخدم فيها رسائل فورية متطورة يطلب فيها من العديد من أتباعه شن هجمات إرهابية في جميع أنحاء امريكا. ومع ذلك يحذر العديد من مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب من استغلال تنظيم القاعدة الاضطرابات الحالية في كل من سوريا اليمن والتخطيط لشن هجمات كبري تفوق فيها الخسائرفي الارواح جميع الهجمات السابقة كإسقاط طائرات مدنية تقل مئات الركاب. الانقسام لا يعتبر مجرد جدل أكاديمي لانه سيؤثر علي ما تخصصه الحكومة الأمريكية من مليارات الدولارات للانفاق علي مكافحة الإرهاب بالاضافة إلي تعيين الآلاف من العملاء الفيدراليين ومحللي الاستخبارات وتخصيص قوات لمكافحة التهديد المتعدد الجوانب والذي يتغير بسرعة. هذا القلق دفع البيت الأبيض بالفعل لمراجعة سياسته لمكافحة إرهاب داعش كما طالب المجلس القومي لمكافحة الإرهاب المحللين الذين يعملون علي قضايا المخاطر الإرهابية ذات المدي البعيد بالتركيزعلي داعش وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في يونيو الماضي بوضع العديد من الأشخاص تحت المراقبة في تحقيقات تتعلق بالإرهاب ومعظمها ترتبط بداعش وتم تكليف فرق جنائية لرصد المشتبه في صلتهم بهذا التنظيم. التهديد الأكبر ومع ذلك يعتقد المسؤولون الأمريكيون انه لا توجد اختلافات جوهرية بين من يعتقدون أن تنظيم القاعدة هو التهديد الأكثر خطورة علي امريكا وهؤلاء الذين يرون أن تنظيم داعش يعتبر الأكثر تهديدا لان كلاهما يثير القلق ..ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارتا العدل والأمن الداخلي أن تنظيم داعش يمثل الخطر الأكبر في الوقت الذي يري البنتاجون ووكالات الاستخبارات والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب أن العمليات التي يقوم بها عناصر تنظيم القاعدة في الخارج تعد الأكثر تهديدا للولايات المتحدة بينما يميل البيت الأبيض إلي اعتبار تنظيم داعش الأكثر خطورة تحديد المبالغ التي تنفقها امريكا علي مكافحة الإرهاب خاصة وأن الجهات المسئولة عنه والوكالات الرئيسية تقوم بتنفيذ مهام أخري بجانب مكافحة الإرهاب الا انه طبقا لتصريحات كبار المسؤولين فإن برامج مكافحة الإرهاب يعمل بها ما يقرب من ربع الموظفين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والوكالات الأخري البالغ عددهم 100 ألف موظف كما تستهلك هذه البرامج حوالي ثلث ميزانية المخابرات السنوية التي تبلغ 50 مليار دولار سنوياً. كما يوجد في العراق ما يقرب من 3400جندي أمريكي يقومون بمساعدة العراقيين في حربهم ضد داعش وفي افغانستان 9800 جندي امريكي آخر يساعدون الأمن هناك لمواجهة طالبان والقاعدة وغيرهم من الجماعات الإرهابية. منتدي أمني النقاش حول هذا الموضوع قفز إلي السطح بشكل حاد منذ اسبوعين عندما اعلن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في منتدي أمني في كولورادو أن داعش تشكل أكبر خطر علي الوطن وانها علي خلاف تنظيم القاعدة لم تضع ضمن أولوياتها توجيه ضربات إلي الغرب بل توجهت بدلاً من ذلك إلي تشجيع الأفراد في الغرب علي القيام بتنفيذ مثل هذه الهجمات بأنفسهم وهذا هو مصدر القلق والخطر ،بالاضافة إلي ذلك فإن داعش يركز علي حشد مصادر إرهابية من بين آلاف المؤيدين له والتواصل معهم عبر تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي المتاحة علي شبكة الإنترنت. واعلن ان السلطات احبطت مؤخرا عدة هجمات كانت داعش تخطط لها من خلال المتعاطفين معها داخل امريكا وان مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه المئات علي ذمة التحقيق في جميع أنحاء البلاد. وتبين ان داعش لديها أكثر من 21 الف حساب علي تويتر باللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم وان الآلاف منهم قد يكونوا من داخل امريكا مكافحة الإرهاب ويري العديد من المحللين السياسيين الأمريكيين إن داعش يستبدل المقاتلين الذين تقوم قوات التحالف الأمريكي بقتلهم في العراقوسوريا بسرعة شديدة ولايزال التنظيم يحتفظ بالعديد من المقاتلين الذين يصل عددهم إلي حوالي 31 ألف مقاتل كما يستمر تنظيم داعش في الحصول علي تمويل جيد يقترب من مليار دولار سنويا من الضرائب وعائدات النفط التي يستولي عليها. ويتفق مسؤولي المخابرات ومكافحة الإرهاب الحاليين والسابقين وكذلك المشرعون علي حقيقة أن تنظيم داعش يمثل تهديداً حقيقياً ويتطلب استراتيجية مختلفة تتعامل مع داعش الذي يركز علي عدد الهجمات التي يشنها، بينما يركز تنظيم القاعدة علي نوعية الهجمات من حيث مقدار الخسائر. وفي الوقت الذي يستحوذ فيه تنظيم داعش علي الاهتمام الإعلامي ويتفوق في الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإن القاعدة وبالاخص فرع شبه الجزيرة العربية واليمن، يعتبر الأقدر علي تنظيم وتنفيذ الهجمات ذات النطاق الأكبر.