حسين حبرى بعد انتظار امتد 25 عاماً، مثل اخيرا حسين حبري الرئيس التشادي الاسبق أمام المحكمة ليقاضي علي ما ارتكبه من جرائم بحق شعبه من اعتقال وتعذيب وقتل خلال حكمه الذي استمر من 1982 حتي 1990، أدت إلي مصرع 40 ألف شخص، أما أعداد المفقودين ومن تعرضوا للتعذيب فقد فاقت عشرات الالاف. وتعد هذه هي المرة الأولي التي يحاكم فيها رئيس دولة أفريقي سابق أمام محكمة بلد أفريقي آخر، حيث أن حبري يحاكم في السنغال التي لجأ إليها منذ سنتين بعد ان أطاح به الرئيس التشادي الحالي ادريس ديبي اتنو، وكان حبري قد عاش في منفي اختياري بالسنغال لمدة 22 عاما، ثم احتجز بداكار في يوليو 2013 بعد أقل من 72 ساعة من اعلان الرئيس الأمريكي أوباما خلال زيارة للسنغال عن دعمه لمحاكمة حبري، أما من جهة حبري فهو لا يعترف بهذه السلطة القضائية ولا بقانونيتها ولا بشرعيتها. جاء آخر فصول هذه المحاكمة الاسبوع الماضي حين أصدر القاضي حكماً بتأجيل القضية إلي 7 سبتمبر لمنح المحامين مهلة لدراسة القضية، بعد ان امتنع محامي حبري عن حضور الجلسة، وبما أن القانون يفرض وجود محام إلي جانب أي متهم فقد قامت المحكمة بتعيين محامين لحبري. ومنذ بدء التحقيق القضائي في يوليو عام 2013 «شكلت 4 لجان قضائية للاستماع لنحو 2500 ضحية و60 شاهدا». وقام أكثر من أربعة آلاف ضحية «مباشر أو غير مباشر» بالادعاء بالصفة الشخصية وقررت المحكمة الخاصة الاستماع إلي مائة شاهد اخر. ويحاكم حبري امام محكمة الغرف الافريقية الاستثنائية، وهي محكمة خاصة أنشأها الاتحاد الافريقي بموجب اتفاق مع السنغال، تضم قضاة سنغاليين وأفارقة من بينهم البوركينابي جبيرداو جوستاف كام، الذي سيرأس الجلسات. وفي حال صدور الحكم، فإن حبري الذي يواجه عقوبة تتراوح بين السجن 30 عاما والأشغال الشاقة مدي الحياة، يمكن ان يقضي عقوبته في السنغال أو في بلد آخر عضو في الاتحاد الأفريقي، لكن ليس هناك نية لاي اجراء لتخفيف العقوبة. وتتعدي ميزانية هذه المحكمة 6 مليارات فرنك أفريقي (حوالي 9.15 مليون يورو) تؤمنها فرنسا وبلجيكا وهولندا وامريكا والاتحادان الأفريقي والأوروبي وتشاد. تولي حبري رئاسة الوزراء في عهد الرئيس فيليكس مالوم بعد، ثم أصبح وزيرا للدفاع في عهد جوكوني عويدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت عام 1979. واستأنف حبري النضال من شرق تشاد ليقاتل نظام عويدي المدعوم من طرابلس، ودخل نجامينا منتصرا في 1982، وفرض حبري نفسه بعد عدة وساطات ومعارك جديدة، لكن المواجهات استؤنفت في 1986 و1987. وكان حبري قد استولي علي السلطة بقوة السلاح في 1982 وسرعان ما طبق نظاما قمعيا مروعا ساد سنوات حكمه الثماني.