الجميل اننا احتفلنا امس بالافتتاح التجريبي واليوم نحتفل بذكري مرور59 عاما علي تأميم قناة السويس لم أفقد يوما تفاؤلي كنت أعرف.. بل وعلي يقين تام..أن مصر ستعبر أزمتها مهما حاول الحاقدون واليائسون والإرهابيون عرقلتها.. اليوم كل مصري يشعر بفخر،رافعا رأسه في السماء.. بعد أن حققنا واحدا من الاحلام التي كان يعتبرها البعض مستحيلة.. لكن مع رئيسنا وزعيمنا الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يوجد مستحيل.. أمس عبرت 6 سفن عملاقة قناة السويس الجديدة في قافلتين في نفس الوقت بنجاح تام وبدون تكدس او ازدحام.. الأولي قادمة من البحر الأحمر تجاه السويس.. والثانية قادمة من بورسعيد في مياه البحر المتوسط. سفن ترفع 6 أعلام لدول مختلفة.. ومعها يرفرف علم مصر وعلم القناة.. سفن عملاقة لم تكن تحلم بدخول القناة وكانت تضطر لقطع مسافات طويلة لتصل إلي وجهتها..أوتنتظر بالساعات حتي يأتي دورها في العبور .. أولي هذه السفن ترفع علم سنغافورة وحمولتها 13 ألف طن وغاطسها 41.8 قدم دخلت القناة قادمة من الجنوب في الساعة الخامسة والنصف صباحً أمس، وتولي إرشادها القبطان سعيد عباس أثناء عبورها قناة السويس الجديدة.. وانا هنا أحيي جميع المرشدين المصريين الوطنيين فهم السبب في نجاح تأميم القناة منذ 59 سنه..ومازالوا يواصلون عملهم الوطني.. والثانية ترفع علم لوكسمبرج وحمولتها 95 ألف طن وغاطسها 42.7 قدم. بقيادة المرشدين أبوعجيلة ومحمد عبدالعزيز..اللذين صعدا عليها من محطة الدفراسوار بالقطاع الجنوبي للقناة،أما الثالثة فهي ترفع علم البحرين وحمولتها 77 ألف طن وغاطسها 42.9 قدم ويتولي القبطان علي العباسي إرشادها.. المشهد كان مهيبا أثر في المصريين جميعا وهم يشاهدون هذه القافلة المهيبة تعبر القناة وتتقدمها القاطرة بركة التابعة لقناة السويس.. بدءًا من البحيرات المرة بالقطاع الجنوبي حتي بورسعيد، وبالتزامن معها كانت هناك 3 سفن أخري تعبر القناة الجديدة ضمن قافلة الشمال القادمة من البحر المتوسط، ودخلت أول سفينة منها في السادسة صباحًا من المدخل الشمالي لقناة السويس وترفع علم ليبريا وحمولتها 158 ألف طن وغاطسها 45.8 قدم والأخري..علم سنغافورة والثالثة..هونج كونج أما المشهد الاكثر جمالا فهو وصول السفن الست إلي مدينة الاسماعلية معا في وضع مزدوج.. مشهد لم نتخيل أن نراه ولم يمرعام علي بدء الحفر والجميل اننا احتفلنا امس بالافتتاح التجريبي واليوم نحتفل بذكري مرور59 عاما علي تأميم قناة السويس..أعظم وأجرأ قرار اتخذه الزعيم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعودة قناة السويس مرة أخري للسيادة المصرية.. لقد استغرق حفر القناة القديمة 10 سنوات كاملة.. بدأ في أبريل 1859 وانتهي في نوفمبر 1869 بطول 193 كيلومترا وغيرت خريطة العالم، بفضل أجدادنا الذين حفروها بعرقهم ودمهم وضحوا ب 431 ألف شهيد ماتوا اثناء الحفر علي شط القناة.. ولكن خيرها كان للمحتل البريطاني والفرنسي حتي أتي الزعيم جمال عبد الناصر وقام بتأميمها في 26 يوليو 1956 ليكون دخلها للمصريين فقط، بسبب رفض البنك الدولي تمويل مشروع السد العالي فهم يحصلون علي خير بلدنا ولا نجد ما نمول به مشروعاتنا الحيوية والضرورية ولأن القناة.. تتحكم في 40% من حركة السفن والحاويات في العالم وهي أهم طريق مائي لحركة البترول بين مصادر الانتاج وأسواق الاستهلاك، فالفكرة العبقرية بانشاء مشروعات عملاقة علي جانبي القناة ستلاقي نجاحا كبيرا إن شاء الله، وستكون نقلة عملاقة للاقتصاد المصري عاما بعد الآخر نجحت مصر في إدارة قناة السويس وبكفاءة بالغة وطورت مجري القناة في مشروعات متتالية بتكلفة بلغت 40 مليون جنيه حتي عام 1961 وصلت معها غاطس القناة إلي 37 قدما، واستمرت مراحل التطوير عقب انتصارات أكتوبر المجيدة ورفعت كميات من الرمال من قاع القناة وسطح الأرض بلغت 650 مليون مترمكعب، ولم تقف مراحل التطوير والتعميق طيلة تلك السنوات وحتي الآن لتصل بغاطس القناة الآن إلي عمق 62 قدما.. واليوم نبدأ مرحلة أخري عملاقة نرسم بها خريطة جديدة للعالم بعد الانتهاء من القناة الجديدة التي استغرقت عاما واحدا بل أقل فقد استمرت أعمال التكريك، حوالي تسعة أشهرعمل متواصل..ورفع 260 مليون مترمكعب رمال مشبعة بالمياه،وتركيب 95 شمندورة من 110 شمندورات وهي العلامات الملاحية في القناة الجديدة.. ومايثير الفخر والاعجاب أن العالم كله سيحتفل معنا بالحدث العالمي يوم الافتتاح الرسمي في 6 أغسطس القادم. بإطلاق أبواق السفن في مختلف الموانئ،تحية لهذا الإنجاز غير المسبوق.. وهي المرة الأولي في تاريخ البحرية التي تتم فيها مزامنة إطلاق الأبواق حول العالم، حيث يعتبر إطلاق الأبواق للسفن أمرا اعتياديا للمناورة أو تخطي السفن، ولكن العالم اتفق علي أن يكرم مصر نظرا لعظمة المشروع وإجلالا للجهود الخارقة في حفر القناة في زمن قياسي. الآن من حقنا أن نفرح فنحن علي الطريق الصحيح خلف قائد وزعيم لا يعرف المستحيل.