الطريق إلي الله ، ليس طريقا صعبا أو وعرا، بل هو من اقصر الطرق في الحياة لكل من يحتاج إليه بشرط أن يكون لديه قلب خالص لله ونية صادقة خالية من الغوايات الدنيوية، ودليل من الصدق وحسن النية وبمجرد الحصول علي تأشيرة الرضا النفسي والسلام الداخلي تجد الطريق مفتوحا أمامك بلا أي وساطة، ولا ينقصك إلا الدعاء من القلب بأن يفتح الله أبواب رحمته، وقد تشد الرحال إلي بيت الله إذا استطعت إليه سبيلا وقد لا تستطيع والله يسامحك ويعطيك فرصة الوصول إليه دون أن تتحرك من مكانك ، فالمكان والزمان لا يهم، الأهم الرغبة الحقيقية في التوبة والوصول إلي طاعة الله سبحانه وتعالي، ما اشد الحاجة إلي الله سبحانه وتعالي، فلا احد يملك مفاتيح المغفرة والعفو والرحمة غير الله الأحد الذي يرانا ولا نراه ولكن نعمه حولنا في كل مكان لا تعد ولا تحصي وكثيرون لا يحصونها و لا يشكرون،نعم كنت واحدة من الكثيرين الذين سمح لهم الله بالحصول علي دعوة زيارة بيته الحرام، وعندما وصلت إلي أعتاب البيت ورأيت الكعبة التي وقعت في هواها منذ أول زيارة لها شامخة ثابتة قائمة بكل البهاء والإجلال والروعة توقفت ثابتة في مكاني وتغرقني دموع الندم والخوف والحب وعدم التصديق بأنني نلت الشرف العظيم بزيارة بيت الله الحرام أين أنا من بين كل هذا الحشد من الزائرين القادمين من كل فج عميق؟ ولا اعرف لماذا تداعت في ذهني أحداث بناء الكعبة، وحيرة السيدة هاجر رضي الله عنها وهي تبحث عن نقطة مياه تروي بها ظمأ سيدنا إسماعيل طفلا ويفتح الله أبواب رحمته وتتفجر مياه زمزم وينتابني شعور بالرهبة والخوف في حضرة الذكري الخالدة وأجد نفسي ساجدة حامدة شاكرة فضل الله وعفوه للسماح لي برؤية بيته، واشرب ماء زمزم وأدعو الله بالصحة والستر في الدنيا والآخرة، وأخذت أطوف حول البيت في توسل وحب شديد .