هناك حالة هوس في إيطاليا خوفا من ارتفاع أسعار الخبز والمكرونة والبقول بعد ابتلاع الحرائق المندلعة في روسيا اكثر من 06٪ من محاصيل القمح والارز ومزارع البقول بسبب ارتفاع درجة الحرارة غير المسبوقة التي هبت علي الاراضي الروسية وألحقت اضرارا كبيرة ليس فقط بالاقتصاد الروسي بل نالت من اقتصاد كثير من دول العالم التي مازالت تعاني من آثار الازمة المالية العالمية بما زاد من معاناة الاسر الإيطالية في مواجهة تكاليف الحياة. وارتفعت اسعار القمح اكثر من 04 في المائة في اسواق المال العالمية وبلغت اعلي مستوي منذ عام 3791 بينما تدمر موجة الحر الزراعات في اوروبا الشرقية وخصوصا في روسيا. ويتوقع خبراء منظمة الاغذية والزراعة »الفاو« ان يسجل انتاج القمح في العالم ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة المقبلة بسبب حرائق المزارع والغابات التي اندلعت في روسيا الا انهم يرون ان ارصدته الاستراتيجية في كثير من بلدان العالم مازالت كبيرة. ولكن الامر يتعلق كما تري جمعية حماية المستهلك الإيطالية بمدي استغلال متحكمي بورصة اسعار القمح وكبار التجار لما خلفته كوارث الحرائق في روسيا ومحاولتهم انتهاز الفرصة لرفع الاسعار بما ينعكس بشكل سلبي علي دخل الاسر الإيطالية لمواجهة غلاء اسعار المكرونة والخبز بشكل يمثل ثقلا كبيرا علي عاتق الاسرة. وكان المجلس الدولي للمواد الاولية الزراعية خفض الي حد كبير تقديراته للانتاج الزراعي العالمي في الموسم المقبل ليبلغ 156 مليون طن. وقال خبراء الاقتصاد ان انخفاض عرض القمح الاوروبي يعزز علي ما يبدو الطلب علي القمح الأمريكي لذلك ارتفعت الاسعار بشكل كبير في بورصة الاسواق الامريكية. وعلي الرغم من البرنامج الخاص للأمن الغذائي الذي وضعته منظمة الاغذية والزراعة »الفاو« بروما من اجل مساعدة الحكومات علي تكرار ممارسات الأمن الغذائي الناجحة علي الصعيد الوطني لتشجيع الاستثمار في البنية الأساسية الريفية وزيادة الدخل غير الزراعي، والزراعة في المناطق الحضرية، وشبكات الامان الا ان حصيلة السياسة العالمية للأمن الغذائي لم تلاحق نكثات المناخ المدمرة للجهود العالمية من أجل خلق مزيد من المجالات لمضاعفة الانتاج العالمي من الغذاء لمواجهة أكثر من 008 مليون نسمة في العالم يعانون من الجوع علي الرغم من استثمار اكثر من 077 مليون دولار امريكي من الاموال المقدمة من الجهات المانحة والحكومات الوطنية منذ 5991 في برامج الامن الغذائي التي قامت منظمة الاغذية والزراعة بتصميمها. ويري الخبراء ان إعلان روما بشأن الامن الغذائي الذي تقرر في مؤتمر القمة العالمي للاغذية عام 7991 الذي اكدت فيه الاممالمتحدة وحكومات الدول حق كل انسان في الحصول علي اغذية سليمة ومغذية، بما يتفق مع الحق الاساسي لكل انسان في التحرر من الجوع والتزامها الجماعي والوطني علي تحقيق الامن الغذائي للجميع، وبذل جهد متواصل من اجل استئصال الفقر في جميع البلدان جاعلين هدفها المباشر هو خفض عدد من يعانون من نقص التغذية الي نصف مستواه الحالي في موعد لا يتجاوز عام 5102 لم يحقق هدفه الذي كان يسعي اليه بسبب الكوارث الطبيعية وتارة اخري بسبب تباطؤ كثير من الحكومات في عمليات الاصلاح الزراعي لزيادة رقعة اراضيها الزراعية. ومن جانب آخر عكس تقرير معهد الاحصاء الإيطالي مدي قلق الاوساط السياسية وخبراء الاقتصاد الإيطاليين بسبب ما أسفرت عنه نتائج البحث التي تمت علي مستقبل اقتصاد الاسرة الايطالية. وقد اكدت الدراسات بأن ابناء الاسر الإيطالية يقبلون علي مستقبل اقتصادي مظلم وسوف تتضاعف نسبة الاسر التي وصلت إلي ادني مستوي اقتصادي - اي حد الفقر - بسبب الازمات الاقتصادية التي تمر بها إيطاليا الآن. وقد اثار التقرير خوف وقلق الاسر الإيطالية من المستقبل الذي يواجهونه فلأول مرة في تاريخ ايطاليا بعد القضاء علي الفاشية ان مستقبل الاجيال القادمة اسوأ بما كان عليه آباؤهم، فبدأت تتناقص نسبة التفاؤل علي مستقبل افضل. كماان 06 في المائة من الاسر الإيطالية تصنف في اطار الطبقة المتوسطة واكثر من 03 في المائة تحت المتوسطة وقد ارتفع عدد الاسر التي وصلت إلي مستوي اقل من حد الفقر. ويتوقع الخبراء الاقتصاديون ارتفاع نسبة الاسر الفقيرة خلال السنوات القادمة الامر الذي يهدد مستقبل الاجيال القادمة من الابناء ويصل بإيطاليا الي ازمة اقتصادية خطيرة. كما أن انخفاض نسبة المواليد بين الاسر الإيطالية يحدد مستقبل ايطاليا بسبب اعباء الحياة وانخفاض نسبة الدخل بين المواطنين الإيطاليين وعدم العثور علي عمل يضمن اقل حد من الدخل للمواطن الإيطالي اضطرت اغلبية الاسر الإيطالية الي عدم الانجاب او انجاب طفل واحد فقط بما اثار قلق المسئولين الإيطاليين علي مستقبل القوي العاملة الايطالية والشباب بعد ان اصبح كبار السن يمثلون الغالبية كما ارتفعت نسبة الشيخوخة بشكل اصبح يمثل خطرا كبيرا علي المجتمع. ومن ناحية اخري ادي الوضع المتدهور في الازمة الاقتصادية الي خلق حالة من عدم الاستقرار والقلق ليس فقط بين زعماء الحياة السياسية وانما ايضا بين رجل الشارع الإيطالي الذي بدأ يظهر عليه اثار الازمة الاقتصادية التي زادت حدتها في الاونة الاخيرة من ارتفاع جنوني في الاسعار وفقدان مصدر رزقه واصبح لا يستطيع ان يصل بدخله الي منتصف الشهر، الامر الذي زاد من قلق رئيس الجمهورية خوفا من وقوع صدام اجتماعي بين الطبقات الاجتماعية.