أكدت صحيفة واشنطن بوست الامريكية ان الولاياتالمتحدة هي المستفيد الاكبر من موجة انخفاض انتاج الحبوب وخاصة القمح في العالم وقالت ان اسعار القمح داخل الولاياتالمتحدة ستبقي مستقرة حسب المراقبين بسبب وفرة المحصول مما يعطي امتيازاً للمزارعين الأمريكيين علي نظرائهم في المناطق التي تعرف ندرة في الإنتاج ، ولم يقتصر الأمر علي ارتفاع أسعار القمح، بل شملت الزيادة محاصيل أخري مثل الشعير والأرز والذرة التي سجلت ارتفاعاً مباشرة بعد الإعلان الروسي. ونقلت الصحيفة عن منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) التابعة للامم المتحدة ان المخاوف من اندلاع ازمة غذاء عالمية غير مبررة في هذه المرحلة . وقالت واشنطن بوست أنه في مناطق التجارة الحرة يشكل حظر التصدير من قبل الدول الحل الأخير الذي يتم اللجوء إليه لحماية مصالحها القومية، ففي إندونيسيا التي تعرضت فيها الغابات لأضرار كبيرة بسبب قطع الأخشاب قامت الحكومة بحظر تصدير الخشب إلي الخارج، وبالمثل تنظر الهند حالياً في احتمال فرض حظر علي تصدير الحديد لتأمين احتياجات اقتصادها والحفاظ علي ثروتها المعدنية لاستخدامات مستقبلية. وفي الفترة بين 2007 و2008 قيدت الكثير من الدول ومن بينها روسيا تصدير الحبوب بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية ورغبتها في تأمين احتياجاتها الداخلية وتعزيز مخزونها الاحتياطي، وفيما يؤكد خبراء المواد الغذائية في العالم أنه لا يوجد سبب للتخوف من أزمة عالمية في المواد الغذائية، إلا أن الحكومات مع ذلك تحضر نفسها لأكثر السيناريوهات سوءاً. ففي مصر التي تعتبر إحدي أكبر البلدان المستوردة للقمح طمأنت الحكومة الرأي العام بأن مخزونها من القمح يكفي لأربعة أشهر، كما طالبت روسيا بالالتزام بعقدها الذي وقعته مع الحكومة المصرية قبل فرض الحظر. أما في أوروبا فقد حذرت شركة "برميير فودز" البريطانية وشركات سويسرية أخري المستهلكين بأنها قد ترفع من أسعار المواد التي يدخل القمح في تكوينها، وفي هذا السياق أيضا أعلنت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أنه رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 13 في المئة مقارنة بالعام الماضي، إلا أنها مازالت أقل بنسبة 22 في المئة من السعر الذي وصلته في أوج الغلاء خلال العام 2008. وترجع المخاوف من اندلاع ازمة غذاء عالمية التي تنتاب العديد من بلدان العالم إلي تضرر المحاصيل لهذا العام بسبب الظروف المناخية غير الاعتيادية التي ضربت بعض مناطق العالم، ومن بينها روسيا التي عانت مناطقها الغربية من ارتفاع كبير في درجات الحرارة جعل من الصيف الحالي الأكثر حرارة منذ شُرع في تسجيل درجات الحرارة قبل 130 عاماً، وهي الآن تحارب الحرائق الخطيرة التي اندلعت جراء موجة الحرارة المفرطة التي اجتاحت البلاد واكتسحت 196 ألف هكتار.