كان العلماء يقولون أن مراكز الإحساس في المخ ثم يكتشف العلماء صدق ما جاء بالقرآن بأن مراكز الإحساس موجودة بالجلد. مع أيام الصوم نجد تحولاً كبيراً في سلوك البشر ولا أبالغ إذا قلت أننا في هذا الشهر الكريم ننافس الملائكة في ذكرهم وتسبيحهم لله سبحانه وتعالي والقرآن صاحب المعجزات يقول لنا: «وأن تصوموا خيراً لكم» ويدفعني هذا أن أعيش مع كلمات شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي الذي أكد أن الكفار أنفسهم هم أول من شهدوا بصحة القرآن حينما قال سبحانه: «ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا» وهذه معجزة من معجزات القرآن لأنه أخبرنا أنه سيكون هناك مضلون سيحاولون أن يقولوا غير الحق في قضية خلق السماوات والأرض وفي قضية خلق الإنسان وأن هؤلاء المضلين سيثيرون قضية خلق السماوات والأرض وخلق أنفسهم وهل المادة قبل الروح أم الروح قبل المادة.. وبالفعل جاء المضلون وتناولوا هذه القضايا فهذا إثبات. لما جاء به القرآن عنهم وأن هؤلاء المضلين الذين جاءوا ليصدوا عن سبيل الله انما قدموا خدمة كبيرة للدعوة الإسلامية وللقرآن وأثبتوا بكفرهم صحة ما جاء في القرآن وصحة آياته أتري اعجازاً أكثر من ذلك!.. نأتي إلي أن خالق الإنسان هو الله وخالق السماوات والأرض هو الله وهو أمر غيبي نأخذه عمن خلقنا.. ويقول الله خلقنا الإنسان من تراب من طين من حمأ مسنون.. من صلصال كالفخار ثم نفخت فيه من روحي.. وقد حلل العلماء جسد الإنسان فوجدوه مكوناً من 16 عنصراً أولها الأوكسجين وآخرها المنجنيز والقشرة الأرضية مكونة من نفس العناصر إذن عناصر الطين في نفس عناصر الجسم البشري الذي خلقنا فيه هذا أول إعجاز وقد جعل الله من الموت دليلاً علي قضية الخلق فالموت نقيض للحياة ونقض كل شيء يأتي علي عكس بنائه فإن أردنا أن نبني عمارة نبدأ بالدور الأول وان أردنا أن تهدمها نبدأ بالدور الأخير.. وأول شيء يحدث للإنسان عند الموت أن الروح تخرج وهي آخر ما دخل فيه.. ومراحل الموت تصلب الجسد هذا هو الصلصال ثم يتعفن فيصبح رمة وهو الحمأ المسنون ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين تراباً ويعود إلي الأرض فما نشاهده الصدق في مادة الخلق وكيفية الخلق ونأتي بعد ذلك أن الله يقول: «ونفخت فيه من روحي» إلي أن الحياة تبدأ بالنفخ فيه من روح الله وتنتهي بخروج الروح.. وكل هذا من معجزات ما جاء في القرآن الكريم وإذا كنا نريد إعجازاً أكثر فلننظر ماذا قال القرآن في علم الأجنة تكوين الجنين في بطن أمه وهو علم لم يكن معروفاً قبل القرآن أو حتي بعده بفترة طويلة الآية الكريمة تتحدث عن تكوين الجنين فهو نطفة أي مني الرجل الذي يصب في رحم المرأة ثم علقة أي دم جامد ثم مضغة أي قطعة من اللحم ثم عظم يكسي باللحم ليصير بعد ذلك بشراً سوياً وهذا ما يحدث الآن وحتي آخر الدنيا وتحدي القرآن العلم والعلماء إلي يوم القيامة ليؤكد الله أن القائل هو الخالق.. ويأتي القرآن ليقول «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب» وكان العلماء حتي وقت قريب يقولون أن مراكز الإحساس موجودة في المخ ثم يكتشف العلم مؤخراً أن مراكز الإحساس بالألم موجودة فعلاً في الجلد وهي التي تحس بالعذاب.. ويقول القرآن «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون» أي ينبئ الناس والأجيال القادمة أنه سيخلق لهم وسائل نقل أخري لا تعلمونها وتحقق ذلك.. لقد مزق القرآن حجاب المستقبل البعيد ليعطي الأجيال القادمة من اعجازه ما يجعلهم يصدقون القرآن ولو جاء القرآن بذكر المعجزات المستقبلية تفصيلاً لكفر عدد من المؤمنين لأنه كلام فوق طاقة العقول في ذلك الوقت حتي تأتي الأجيال بعد أجيال عرفوا ما فيها من اعجاز وآمنوا أن هذا كلام الله.