رمضان أوله رحمة وهذا ما وصي به سيدنا محمد أصحابه وأنصاره وأتباعه وكان قد قدم هذا المعني عندما ذهب إلي الطائف ليدعو أهلها للإيمان بالله وحده لاشريك له فأمطروه بالحجارة حتي دميت قدماه ورفض أن يطبق ملك الجبال الأخشبين علي أهل الطائف وبني ثقيف داعيا الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله.. محمد رسول الله، وقد حدث ذلك فيما بعد. هذه الرحمة كان هدفها اسمي من لحظة انتقام من فئة أعلنت عصيانها وكرهها لسيد البشر.. كان هدفها نشر دعوة التوحيد. والآن أوجه رسالة من شهر رمضان الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار إلي الجماعات المتشددة التي تسيل دماء أبنائنا في سبيل الشيطان بلا رحمة.. ادعوهم أن يتركوا السلاح الغادر الذي يمزق جسد الوطن العربي ويسعد أعداؤه الذين ينتظرون اللحظة الحاسمة للانقضاض عليه وسيكون أول من يضحي بهم هم هذه الجماعات فهم قربان النار التي سوف يمطرونهم بها بعد أن يحققوا أهداف الإمبريالية والصهيونية. ولنا في أقوال الأعداء عبرة عندما تعاون البعض مع التتار من أجل اقتحام العراق وسوريا وعندما وطأت أقدامهم هذه البلاد قاموا من فورهم بقطع رقاب من سهل لهم عملية احتلال الأراضي العربية لأن من يخون وطنه ودينه لا أمان له. وأيضا عندما سئل هتلر عن أسوأ البشر قال: الذين خانوا أوطانهم لصالح الأعداء وهو ما اصطلح علي تسميته بالطابور الخامس في الحرب العالمية الثانية. الجماعات المتشددة تنفذ أجندة صهيونية كتبت حروف الشرق الأوسط الجديد بتقسيمه إلي دويلات وطوائف، وما الجماعات المتطرفة سوي أداة لصناعة هذه السياسة التي تسعي إلي تفتيت الأرض وتقزيم الجيوش الكبيرة وإشعال النيران فيما بينها حيث ينشق مجموعة من الضباط والجنود فيحاربون بعضهم بعضاً بدعم ممن لم يرض للتقسيم بديلا. إني استغرب لهذه الجماعات المتشددة.. أين ذهبت عقولهم.. لقد تحجرت قلوبهم وصارت تشعل النيران وتذبح الناس والجنود وتدمر البنية التحتية للدول وتحرق أثارها وحضارتها لتمحو تاريخها. من أي دين جاءوا يبثون سمومهم وينشرون الدمار في أرجاء الأرض العربية تحت مزاعم أنهم مسلمون ويريدون إعلاء راية الاسلام! إنه قول يدعو للحسرة والندامة أن تفقد هذه الجماعات التي نسبت نفسها للإسلام ظلما وعدوانا ما بقي لها من معالم الإنسانية والرشاد. ورغم كل ذلك أوجه ندائي إلي داعش والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين وأنصار بيت المقدس وآخرين ممن يعدهم العالم الإمبريالي لنشر دعوة الخراب في الوطن العربي إلي أن يفيقوا أو يرفعوا الراية البيضاء للسلام مع شعوبهم وأن يكونوا سندا للبناء والتعمير وقوة تضاف لقوة دولهم. مراجعة الضمير والعقل والقلب فيما فعلوه أقرب للتقوي وليتذكروا ماذا حدث عندما تجمع الكفار واليهود لمحاربة المسلمين في غزوة الأحزاب ثم جاءت الريح لتنكس رايتهم وتكشف آلاعيب بني إسرائيل للقضاء علي دعوة الإسلام بقتل نبيه. أتمني أن تجتمع هذه الجماعات فيما بينها أولا وتسأل نفسها إلي أي طريق يمضون وأي هدف يبغون ويتحققوا فيما وصل الأمر لهم.. كراهية في الداخل وحرب من الخارج والعدو يساعد البعض ضد البعض منهم.. هل هذه حرب من أجل الإسلام؟!