لست من هواة التقليل من شأن أي انجاز يتم تحقيقه علي المستوي القومي في كافة المجالات ومنها بطبيعة الحال المجال الرياضي وكرة القدم اللعبة الشعبية الاولي علي وجه الخصوص..ولا شك ان فوز منتخب مصر علي تنزانيا يوم الاحد الماضي بثلاثة اهداف نظيفة في ضربة البداية للتصفيات المؤهلة لنهائيات الامم الافريقية بالجابون 2017 كان مقنعا ومرضيا للجماهير والمسئولين.. وقد جاءت هذه القناعة وهذا الرضا بعد ان تصدر الفريق مجموعته «المجموعة السابعة» متقدما علي منتخب نيجيريا منافسه الشرس بفارق الاهداف في ظل اعداد غير جيد في الفترة القصيرة التي سبقت المباراة وشهدت فوزا صعبا علي مالاوي 2 / 1 بالاسكندرية وهي نفس النتيجة التي خسر بها منتخب مالاوي بملعبه امام زيمبابوي في نفس التصفيات ! ومع الاخذ في الاعتبار كافة الفروق الفنية فإننا بالتإكيد لا نمثل قصة الفارس الوحيد في الميدان، فهناك انتصارات كبري تحققت في الجولة الاولي مثل فوز تونس علي جيبوتي1/8 وغانا علي موريشيوس 1/7 والجزائر علي سيشل 4/ صفر وكاب فيردي «الرأس الاخضر» علي ساوتومي وبرينسيب 1/7 والسنغال علي بوروندي 3/1.. والاهم من رصد هذه النتائج ان نعلم جيدا أن الفريق المصري أضاع فرصة تسجيل رقم قياسي من الاهداف، ولم تظهر فاعليته وخطورته الحقيقية الا خلال تسع دقائق فقط من الشوط الثاني وهي التي احرز خلالها اهدافه الثلاثة من الدقيقة 61 إلي الدقيقة 70 بواسطة رامي ربيعه وباسم مرسي ومحمد صلاح..ونحن لا نريد ان نقع اسري لتجربة الامريكي بوب برادلي المدير الفني الاسبق للمنتخب والذي ابدي تفوقا في البداية قبل ان يسقط بصورة مروعة امام غانا ويلقي هزيمة تاريخية لا تنسي ونادرا ما تتكرر.. ولا نريد ان يسقط هيكتور كوبر امام احلام اليقظة لاساطين الجبلاية رجال اتحاد الكرة الذين يتمتعون رغما عنهم برغبة جامحة في ممارسة هواية التدخل في الشئون الفنية التي يجب تركها للمدير الفني حتي يمكن محاسبته بالصورة الواجبة وبالطرق العلمية قياسا علي انجازاته من فترة لأخري مع عدم وضع أية عراقيل أمامه حتي لو كان ذلك بدون قصد ! ودون التقليل من قدر أي لاعب شارك أو لم يشارك في مباراة تنزانيا الاخيرة علي المسئولين باتحاد الكرة ان يقدموا يد المساعدة للمحافظة علي الحالة المعنوية للاعبين أمثال احمد فتحي وعمرو السولية وغيرهما والتعامل معهم بالطرق العلمية السليمة.. فالمنتخبات العالمية الكبري تلجأ للاستعانة بأطباء نفسيين مؤهلين تربويا ورياضيا للمساهمة في اداء هذه المهمة الخطيرة.. ويجب الا نقلل من اهمية هذا الجانب في التعامل مع اللاعبين الذين ارتقوا إلي هذا المستوي وإلا خسرنا جهود نخبة لا تعوض من المواهب الفذة خاصة وان امامنا متسعا من الوقت قبل مباراة تشاد في الجولة الثانية التي تحدد لها يوم 4 سبتمبر القادم.