كل عام وأنتم بخير.. ها هو رمضان كريم آخر يهل علينا يحمل رقم 1436.. نستقبله اليوم سائلين الله عز وجل أن يجعله فاتحة خير علي أمة الاسلام عامة وعلي مصر وشعبها خاصة وعلي أهلي وأحبتي أجمعين. 1435 عاما هجريا والمسلمون يصومون رمضان إيمانا واحتسابا آملين الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار والتي لاتكون إلا في رمضان. 1435 عاما والمسلمون يصومون رمضان استجابة لأمر الله سبحانه وتعالي «ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون».. واستجابة لقوله في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي» وعملا بحديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم) «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه».. نصوم لأن الصيام يدخل العبد الجنة وينجيه من النار كما قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في حديث آخر «من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار 70 خريفا» (70 عاما). نصوم رمضان أملا في العتق من النار.. فلله عتقاء من النار كل ليلة في رمضان.. وغاية كل مسلم أن يكون منهم.. وفي حديث صحيح قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) «في الجنة باب اسمه الريان لايدخل منه غير الصائمين فإذا دخل الصائمون أغلق». لمجمل هذه الأسباب نصوم.. لكن كيف نصوم؟ الشيخ أشرف الفيل خطيب مسجد القدس بالتجمع الخامس خصص جانبا كبيرا من خطبة الجمعة الماضية للإجابة علي هذا السؤال فقال: «عندما تصوم لابد ان تصوم بالكيفية التي أرادها الله لك وليس كما تريد أنت إذن.. ما المطلوب لكي يكون صيامك صحيحا ؟ ابدأ بعقد النية علي الصيام عن أمور ستة أولها بالطبع الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات من مطلع الفجر إلي أذان المغرب شهرا كاملا وليس ليلة أو عدة ليال. وثانيها.. الامتناع عن الغيبة مطلقا.. فقد أباح الله لنا الأكل والشرب والجماع من المغرب حتي الفجر لكنه لم يبح لنا الغيبة.. إذن الامتناع عن الغيبة يجب أن يكون مطلقا طوال شهر رمضان. ثالثا.. الامتناع عن ايذاء الآخر مطلقا لا باليد ولا باللسان.. فإن سبك أو قاتلك إنسان آخر فلتقل له «اللهم إني صائم».. أي احذري يا نفسي أن تردي لأني صائم. رابعا.. عدم الخوض في الباطل.. والباطل هو كل شيء يلهيك عن طاعة الله كالمسلسلات والأفلام وغيرها. خامسا.. الامتناع عن قطيعة الرحم مطلقا. سادسا.. أن تحتسب ذلك كله عند الله. واختتم الشيخ أشرف الفيل بحث المصلين علي المواظبة علي مواعيد أعمالهم في مواقيتها حتي لا يدخل عليهم مال حرام. اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال وارزقنا ليلة القدر واجعلنا من عتقائها.. اللهم اجعل أبواب الجنة تفتح لنا وقلوب الناس ترتاح لنا وكل حسنة تتضاعف لنا وكل نعيم في الجنة يعطي لنا وفي كل خطوة الملائكة تدعو لنا وفي كل صلاة علي النبي يغفر الله لنا.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. رمضان.. في مصر والعالم في اندونيسيا يمنح التلاميذ الصغار إجازة في الأسبوع الأول من رمضان للتعود علي الصيام.. وفي باكستان يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس.. وفي ماليزيا تطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن الكريم ما بين الافطار والسحور.. وفي نيجيريا تستضيف كل عائلة فقيرا يوميا علي الإفطار.. وفي موريتانيا يقرأ أهلها القرآن الكريم كاملا في ليلة واحدة في حلقات جماعية. أما في مصر فالأسعار تزداد وكأنه شهر للأكل والشرب وليس شهر عبادة وتتوالي المسلسلات في القنوات الفضائية والأرضية ويزداد الاسراف والتبذير ويكثر التردد علي المقاهي وشرب الشيشة وتنتشر الخيم الرمضانية للسهر حتي الفجر.. الناس يأكلون وكأنهم كانوا في مجاعة ويظلون طوال الليل يلهثون وراء المسلسلات والفوازير وبرامج المقالب وغيرها.. لا أريد أن أخوض في موضوع المسلسلات وما تبثه من أفكار وما تطرحه من قضايا يخالف أغلبها القيم والعادات والتقاليد لأن الكلام في هذا الموضوع أصبح «زي قلته» نقوله ونردده كل عام بلا فائدة.. كعكة الإعلانات تكسب!! آخر كلام وضع صورة جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل ابان حرب 67 في معرض «نساء رائدات» الذي اقيم بالقرية الفرعونية تصرف غير لائق ومستفز ولا يجوز الاعتذار عنه بأنه خطأ غير مقصود.. من اتخذ هذا القرار لابد ان يحاسب أو علي الأقل يؤنب ممن هو أعلي منه ويعلن هذا علي الملأ. كيف يتم تنظيم مؤتمر للاستثمار في الصعيد ويتم اختيار الغردقة مقرا لانعقاده؟ هل ستوجه الدعوة للمستثمرين لمناقشة فرص الاستثمار في الصعيد أم للفسحة في الغردقة.. وأين الأقصر وأسوان إذا كان الهدف الفسحة ؟
