جلست أتصفح الرسائل الواردة علي هاتفي، لأجد كلمات واردة من « أم محمد» تقول سطور الرسالة التي تقطر ألما وحزنا «نحن علي أبواب شهر رمضان المعظم.. أفتقد ابني الوحيد. أشتاق إلي الحديث معه رغم انه بجواري طول الوقت.. أريد أن أطمئن عليه لكنه يرفضني دائما.. نعم نقيم معا بين أربعة جدران، وتحت سقف واحد ولكننا كالغرباء رغم انني أسمع أنفاسه بالشقة.. أنا محرومة من سماع صوته، من حنيته، من شكواه.. وكأنه ليس ابني.. يخاصمني دائما، أموت في اليوم ألف مره بسبب بعده عني.. إذا بادرت بالكلام معه.. ألقي اللوم عليّ، أنت من دمرتي مستقبلي، أنت منعتني من السفر للخارج، أنت السبب في رسوبي بالجامعة. قلت له عندما القي الله إفعل ما تشاء.. هل تترك والدتك وحيدة وتسافر ؟.. كلماته أثقل من الجبل.. أدعو له من كل قلبي بالهدايه.. لكن عقوقه لي يجعلني غاضبه منه.. ما العمل ؟... انتهت رسالة « أم محمد «.. لأتذكر كلام الله تعالي « ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا «.. وحديث الرسول « رغم أنف ثم رغم أنف.. قيل من يا رسول الله.. قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما او كلاهما ولم يدخل الجنة «، وحديث البخاري عندما سأله رجل من أحق الناس بحسن صحابتي، فقال له « أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك «.. وحديث معاوية ابن جاهمة عندما جاء جاهمة لرسول الله وقال له أريد أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال له الرسول هل لك أم.. قال نعم.. قال له « فالزمها فإن الجنة تحت رجليها «.. أيها الشاب :» الأم « هي الروح في كل مكان وزمان، هي الشعاع الذي يمنحنا الأمن والأمان، والعطف والحنان، والأمل والصبر، كم عانت من أجلنا، وتحملت صرخاتنا.. وعاركت لحل مشاكلنا.. إلي كل ابن عاق.. إعلم يقينا أن « أمك « حين تموت سينادي مناد من السماء ليقول لك.. ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل صالحا نكرمك من أجله.