الامير خليفة بن سلمان آل خليفة أثناء لقائه مع أسامة عجاج القوة المشتركة عامل ردع للحفاظ علي حدود وسيادة الدول العربية تجاوزنا آثار أزمة فبراير .. وما حدث عام 2011جحيم وفوضي وليس ربيعا هو رجل دولة بكل معني الكلمة بدأ في التعرف علي شئون الحكم وهو في السابعة من عمره عندما بدأ مع شقيقه امير البحرين الراحل الشيخ عيسي بن خليفة في المشاركة في مجلس الوالد. اتحدث عن الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين الذي ارتبط اسمه مع اعلان استقلال البحرين في اغسطس1970بعدما اعلن بنفسه عن انهاء كافة المعاهدات والاتفاقيات التي تربط بلاده مع بريطانيا ولم يمر شهر علي تلك الخطوة التاريخية حيث كانت القاهرة واجهته الاولي في اول جولة له للخارج في الاسبوع الثاني من سبتمبر من نفس العام هو وبحق مهندس التنمية في البحرين حيث نجح في النهوض بالاقتصاد في مملكة لاتملك ثروات نفطية مثل معظم جيرانها اهتم بالنهوض بالتعليم وبملف الخدمات وحقق نجاحات اقتصادية متميزة بشهادات منظمات دولية نجح مع اركان القيادة في انهاء الازمة الاخطر في تاريخ البحرين عندما حاولت معارضة لها اجندة خارجية وتوجهات طائفية استثمار رياح الربيع العربي في تنفيذ مؤامرة تحويل البحرين الي جمهورية علي النمط الايراني . الاخبار التقت رئيس وزراء البحرين بعد الانتهاء من حفل تكريم الصحافة في مملكة البحرين وكان هذا الحوار الذي تناول العديد من القضايا والملفات وكان الامير خليفة بن سلمان صريحا وواضحا في كل اجاباته أكد علي العلاقات التاريخية بين مصر والبحرين اشار الي الثقة في القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي اشاد بالنجاح الكبير لنتائج المناورة العسكرية حمد 1 بين القوات المصرية والبحرينية وقال لن ننسي مساهمات اشقائنا المصريين في تحقيق التنمية والنهضة في البحرين رفض التدخلات الدولية والاقليمية في شئون المنطقة التي تسعي علي حد قوله الي تقويض الامن والاستقرار بها اشاد بدور السعودية في قيادة التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن كان واضحا في الطرح الخاص بمواجهة الارهاب حيث طالب بان يكون اي تحالف دولي لمواجهته يشمل كل المنظمات والتنظيمات والجهات الداعمة له كيف تنظرون إلي الأوضاع التي تشهدها المنطقة في الوقت الحاضر، وما هي رؤيتكم لمستقبل المنطقة في ضوء تلك التطورات؟. بداية نرحب بكم ونسعد دائما بزيارات رجالات الصحافة والاعلام في مصر الشقيقة إلي بلدهم الثاني مملكة البحرين، ويسعدني أن ننقل من خلالكم ومن خلال صحيفتكم الموقرة تحياتي وأمنياتي الطيبة إلي الأشقاء في مصر العزيزة قيادة وحكومة وشعباً، وإننا لنتطلع إلي المزيد من التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وبالعودة إلي سؤالكم فإن ما نشهده في المنطقة حاليا هو امتداد لسنوات طويلة من التوتر والتدخلات الخارجية التي لا تنتهي سواء من قوي اقليمية أو دولية في شئون دولنا الداخلية، وهي تدخلات تستهدف تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، مدفوعة بنزعات تهدف إلي الهيمنة والسيطرة علي مقدرات دول المنطقة وشعوبها. وهؤلاء الذين يمارسون هذه النزعات أو ينفذون توجهات تصب في مصالحهم الخاصة، لا يعرفون أن شعوبنا لا تقبل محاولات الهيمنة أو السيطرة، وترفض محاولات عرقلة نموها وتطورها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأمننا القومي وبمستقبل شعوبنا المسالمة التي تسعي دائما وتمد أيديها إلي كل الدول والشعوب المحبة للسلام، ولا تريد سوي أن يلتزم الجميع بالمبادئ والقوانين الدولية وخاصة حسن الجوار وعدم تدخل أي دولة في الشئون الداخلية للدول الأخري. وحدة الهدف هل ترون أن التطورات الأخيرة في المنطقة وانطلاق التحالف العربي من خلال عمليتي «عاصفة الحزم»، و»إعادة الأمل»، دليل علي نفاذ صبر دول المنطقة، وتأكيد علي أنه لم يعد هناك مجال للصمت؟ لا يمكن أن نري ما يهدد مصالحنا وأمننا القومي في المنطقة والأمة العربية ونلزم الصمت أو عدم الحراك، ومن هنا كان هذا التحرك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي جاء تأكيداً علي وحدة الهدف والمصير، وأن وحدة العرب ينبغي أن تكون حاضرة وأن يعلم الجميع أن العرب لن يسمحوا أبدا بالتجاوز. ونحن نؤكد علي أن مستقبل المنطقة يتجه نحو الأفضل، وأن الوقت قد حان لكي تنعم دولها وشعوبها بالأمن والاستقرار، وأن يتفرغ أبناؤها للتنمية بعيدا عن الحروب والصراعات، وأن يدرك الجميع أن التعاون بين مختلف الدول في المنطقة بل وفي العالم هو أمر حتمي، وأنه السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. خطت الدول العربية خطوة هامة بالبدء في إجراءات تشكيل قوة عربية مشتركة.. كيف تنظرون إلي هذا الأمر، وإلي غيره من خطوات التعاون العربي المطلوبة في الوقت الحاضر؟. هذه خطوة طال انتظارها فنحن في عالم التحالفات، ولدينا نماذج عديدة في العالم تتحالف عسكريا من أجل درء المخاطر والحفاظ علي الأمن والاستقرار، ونري أن تشكيل هذه القوة سيشكل عامل ردع في الحفاظ علي حدود وسيادة هذه الدول. ونحن نري أن ما شهدته منطقتنا العربية في السنوات القليلة الماضية من تطورات خطيرة واستهداف لأمننا واستقرارنا ومستقبل شعوبنا، قد أكد مجددا علي أهمية التكاتف والتعاضد فيما بيننا، وأوضح بما لايدع مجالا للشك أنه لم يعد هناك مجال للفرقة أو العمل المنفرد، وأن قوتنا هي في وحدتنا وثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا. كيف ترون سموكم مخاطر الترويج للخلافات المذهبية في المنطقة العربية ؟. إن بث الفتن وترويج الخلافات الطائفية، كان ولايزال الخطر الذي نحذر منه، والمدخل الذي يدخل منه من لا يريدون الخير للمنطقة العربية، ويرون في تقسيمها هدفا أساسيا للسيطرة علي خيرات هذه المنطقة. وينبغي أن نتنبه إلي مايحاك حولنا، وأن لا نغفل عن خطوات تنفيذه التي نراها ماثلة أمام أعيننا، ونؤكد علي أننا لن نتمكن من إحباط مثل هذه التوجهات، الا بتكاتفنا ووحدتنا وتضامننا مع بعضنا البعض، فهم لن يتمكنوا منا إلا فرادي بينما ستفشل مخططاتهم إذا كنا جميعاً علي قلب واحد لحماية حاضرنا وتأمين مستقبل أجيالنا القادمة. ولعل النظرة المتفحصة إلي التاريخ القريب والقديم، واستلهام العبر والعظات من أحداثه، تبين ذلك، فنحن بحاجة إلي مزيد من الوعي لما يدور من حولنا، واليقظة مطلوبة وتعاوننا في مواجهة تلك التوجهات ينبغي أن يكون منهاج عمل، وأن نتحلي بالوعي المطلوب لحماية بلادنا وأمتنا. محاولات للتفرقة بعض التقارير المغرضة تتحدث عن البحرين، وتصور الأمر فيها علي انه أقلية سنية تحكم أغلبية شيعية .. هل هناك ما يمكن الرد به علي تلك التقارير؟. لقد قلتم أنها تقارير مغرضة فماذا ننتظر بعد ذلك .. نحن في مملكة البحرين وعبر تاريخ طويل لا نتعامل بتصنيفات مذهبية، والدليل علي ذلك أن البحرينيين علي اختلاف طوائفهم ومذاهبهم موجودون جنبا إلي جانب في كل مكان وفي كافة مرافق العمل. ان من يرددون مثل هذه المقولات ويروجونها هي محاولات للتفرقة بين الشعوب وإثارة النعرات وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد. لكنني أطمئنكم بأننا في البحرين ولله الحمد، كنا وسنظل نعتز ونفخر بأننا مجتمع الأسرة الواحدة المتحابة المسالمة، التي لا تضمر شرا لأحد، بل تتمني الخير للجميع، فنحن في بلادنا، نتعايش جميعا من مختلف الأجناس والأعراق والمذاهب والديانات بلا تفرقة، أما من يسعون إلي غير ذلك فهم ليسوا منا. وأستطيع أن أقول لكم إننا ولله الحمد، نسير بخطي واثقة نحو الغد الأفضل ومواكبة ركب التقدم العالمي، وإن ثقتنا لكبيرة بعون الله، ثم بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين، وتلاحم شعب البحرين مع قيادته، بأننا قادرون علي مواجهة أي تحديات تحول بيننا وبين صناعة الحياة التي نرتضيها للمجتمع وإلي الأفق الذي يجب أن نري أنفسنا فيه». هل تأثرت البحرين علي المستوي الاقتصادي بأزمة فبراير2011 .. وكيف استطاعت الحكومة تجاوز تلك الأزمة ؟. إننا في البحرين بحمد الله لدينا شعبا واعا ويعلم أنه مستهدف، وأن الخطوة الاولي لاستهدافه، هي ضرب اقتصاده وشل حركته التنموية، وبفضل الله تمكننا من تجاوز كل ذلك، ونحن الآن نستعيد معدلات نمونا الاقتصادي، رغم كل التحديات والمصاعب الاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم. ونؤكد أن انتباهنا لن يحيد عن أن نري شعب البحرين ينعم بالرفاه وجودة الحياة، فالعالم يعيش اليوم في تقدم متلاحق ونحن أمام مرحلة وطنية لها التزاماتها التنموية والاقتصادية ونعمل بواقعية من أجل خدمة البحرين وراحة ورفاهية شعبها، وما نحتاج إليه اليوم هو أن تتلاقي الجهود أمام مسئوليات المستقبل، وهذا لا يضمنه إلا الأمن والاستقرار. وإننا لنتعجب من الذين يصفون ما حدث في السنوات القليلة الماضية، بأنه كان «ربيعا»، فهل رأي أحد ربيع تتدهور فيه حياة الناس إلي هذا المستوي الذي نراه في بعض الدول بمنطقتنا، وإذا كانوا يصفون الجحيم بأنه «ربيع» و»فوضي خلاقة» فهو خداع للناس بازدهار زائف. كيف تتعامل البحرين مع أزمة انخفاض أسعار النفط، وما هو تأثير ذلك علي خطط التنمية في البحرين ؟. لقد اعتدنا في مملكة البحرين علي أن ناخذ الحيطة، وأن ندرس مالدينا من واقع ومعطيات جيدا عند تخطيطنا لأي مشروعات، أو في المجالات التنموية الاقتصادية، ومختلف المجالات علي وجه العموم، ونحن نأخذ في الاعتبار مختلف التوقعات ومن بينها بطبيعة الحال اتجاهات الأسواق العالمية. وكنا ولا نزال نسعي دائما إلي زيادة نسبة المكونات الأخري من مصادر الدخل في الناتج القومي، وهذا لا يعني أننا لن نتأثر بإنخفاض أسعار النفط، ولكننا نسعي إلي تخفيف تداعيات هذا الانخفاض علي اقتصادنا، وعلي مشروعاتنا التنموية، وهو ما تطلب منا ترتيب أولوياتنا وعدم المساس بأي دعم يخص المواطن، كما أننا نحرص علي ترشيد الانفاق، ونثق في أننا سنتجاوز فترة إنخفاض أسعار النفط بأقل الخسائر قدر الإمكان. وخطط التنمية لدينا تسير ولله الحمد، وفق ما هو محدد لها، وهو ما تكشف عنه الموازنة العامة للدولة للأعوام القادمة، والتي قمنا بتحويلها إلي السلطة التشريعية لدراستها ومناقشتها وإقرارها، وهناك تحركات لا تتوقف لجذب المزيد من الاستثمارات التي تضيف للدخل القومي، وتوفر فرص عمل جديدة للمواطنين. وإن الميزانية الجديدة تركزعلي دعم القطاعات التي تعزز النمو الاقتصادي في مملكة البحرين، من خلال توفير العناصر الأساسية التي تسهم في توفير الحوافز والتسهيلات التي تشجع القطاع الخاص في المجالات التجارية والاستثمارية، إلي جانب تطوير قطاعات الصناعات والسياحة والاسكان والصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها. وإننا نعمل بعزم وتصميم من أجل أن نوفي بالخطط والبرامج التي وضعت من أجل المواطن وضمان العيش الكريم له ولأسرته. هل انتم راضون عن مستوي التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ وماذا عن الفكرة التي كان قد طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالسعي إلي الوحدة الخليجية ؟ نحن دائما في دول مجلس التعاون نطمح إلي الأفضل، والطموحات قد تتجاوز في كثير من الأحيان المتاح في الواقع، لكن يظل الطموح هو الدافع القوي للتطوير، وأعتقد أننا جميعا في دول الخليج متفقون في ذلك، وأننا مسئولون ومواطنون نرغب دائما في تحقيق المزيد. ولقد أعلنت مملكة البحرين دائما، أنها تؤيد أي خطوة من شأنها أن تدعم وتقوي العلاقات بيننا، فما نتعرض له في المنطقة من عدم استقرار أمر خطير. وأؤكد هنا علي ما تمثله لنا المملكة العربية السعودية الشقيقة في المنطقة، من صمام أمان وعامل مهم لتحقيق التوازن والاستقرار، فهي الداعم والسند القوي لأشقائها في منطقة الخليج العربي والعالمين العربي والاسلامي، ومواقفها العربية والاسلامية يشهد بها البعيد والقريب، ونتمني للمملكة وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار. كما أننا نؤكد علي حكمة وبصيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإدارته المتميزة لمختلف الملفات والقضايا ونصرته لأمتيه العربية والاسلامية، وحرصه علي وحدة الصف والكلمة. نرفض التدخل تعاني البحرين أكثر من كل دول الخليج من التدخلات الإيرانية .. كيف ترون الصياغة الصحيحة للعلاقات بين البحرين وإيران؟. بداية نحن نرفض أي لون من ألوان التدخل في شئوننا الداخلية، أو أن ينال أي من كان من سيادة وكرامة البحرين، وأي كانت المبررات، ولقد أكدنا ونؤكد دائما علي ضرورة أن تحترم كل الدول بلا استثناء قواعد القانون الدولي، وعدم تدخل أي دولة، تحت أية ذريعة، في شئون الدول الأخري، كما أننا نؤكد دائما علي أهمية اتباع سياسة حسن الجوار والتعاون لما فيه مصلحة المنطقة والاقليم الذي نعيش فيه. ولذلك فإننا لا نقبل أي تدخل في شئوننا الداخلية سواء بالسياسات والمواقف، أو بالتصريحات، ونؤكد علي ضرورة الالتزام بالأعراف الدولية. والمجال متاح للتعاون بين كافة دول الاقليم من أجل تنمية شعوبنا وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، فنحن شركاء في هذا الجزء من العالم ولا يحق لأحد أن يمارس دور الراعي أو الناصح، وعلينا جميعا أن نبتعد عن المشاحنات أو محاولات اثارة الخلافات، التي تجعل المنطقة تعيش في توتر وصراعات، ثبت لنا جميعا أنها تلحق الضرر بالجميع، وأنها ليست في مصلحة أحد علي الاطلاق. ونحن ننادي دائما بأهمية التعاون بين مختلف الدول في العالم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين لتحقيق الرخاء والازدهار وتنمية الشعوب، ونري أننا في هذه المنطقة قد عانينا كثيراً من الحروب والصراعات، وأن الوقت قد حان لكي يتوقف كل ذلك بل أن ينتهي، وأن نلتفت جميعا إلي مصالح شعوبنا، ونري أن هذه المصالح تحققها التنمية، وليس الصراعات. وشعب البحرين يتحلي بالوعي واليقظة وقد ظل علي الدوام سدا منيعا في مواجهة هذه التدخلات، وبهذا الوعي من المواطن واخلاصه وحرصه علي وطنه استطاعت البحرين أن تصد العديد من المؤامرات التي استهدفت أمننا القومي. ما هو تقييمكم للعلاقات المصرية مع مملكة البحرين ؟ وهل تأثرت بالمتغيرات التي مرت بها مصر خلال السنوات الأربعة الماضية ؟ .. وكيف ترون مستقبل العلاقات بين البلدين في ضوء عودة الاستقرار لمصر خلال الفترة الماضية وانتهاء الأزمة التي واجهت البحرين؟ .. ورؤية سموكم لدور الجالية المصرية في البحرين؟. علاقاتنا بالشقيقة الكبري مصر ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة عبر التاريخ وهي علاقات لا تتأثر بأية متغيرات، وإن كنا بطبيعة الحال نشعر بالقلق علي مصر، فهي ركيزة أمتنا العربية وهي بعد الله السند لنا جميعا، لكننا نشعر بالتفاؤل ازاء المستقبل في مصر، ونثق في القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي شعب مصر العظيم، الذي عودنا دائما علي صلابته وقوته في مواجهة المصاعب والأزمات. ونحن نتطلع إلي مستقبل العلاقات بين بلدينا الشقيقين، بآمال كبيرة وآفاق عريضة وممتدة، فالتعاون بين البحرين ومصر من أولوياتنا في مملكة البحرين، وإن كنا نطمح، بل نسعي لزيادة وتيرة هذا التعاون، وخاصة علي الصعيد الاقتصادي، كما نحث دائما علي زيادة الاستثمارات والمشروعات المتبادلة والمشتركة، بما يصب في مصلحة شعبينا الشقيقين. ونحن لا ننسي أبدا مساهمات أشقاؤنا المصريين في تحقيق النهضة والتنمية في مملكة البحرين، فلقد تعلمنا علي أيدي المدرسين المصريين ولا زلنا نستذكر معلمينا بكل الخير والتقدير، كما نقدر دور الجالية المصرية في مملكة البحرين، وهم أهلنا وأشقائنا ونسعد بتواجدهم بيننا، وهم خير من يمثلون مصر الشقيقة في بلدهم الثاني مملكة البحرين. بدأ الحديث مجددا عن شراكة مصرية خليجية في الفترة القادمة .. كيف ترون سموكم ملامح تلك الشراكة وهل تقتصر فقط علي البعد الأمني والعسكري؟. عندما نتحدث عن شراكة، فإننا نؤكد أن هذا واقع ممتد منذ فترات طويلة فنحن ومصر نرتبط بمصير مشترك، فمصر هي العمق العربي الاستراتيجي، وأمننا واستقرارنا مسئولية مشتركة، وهذه الشراكة لا تقتصر بطبيعة الحال علي البعدين الأمني والعسكري، وانما تشمل مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية والتجارية منها، باعتبارها مدخلا وركيزة تنمية الشعوب. مصير مشترك وفي ظل التحديات التي تواجه منطقة الخليج كيف ترون الدور المصري في هذا الصدد؟. إذا عدنا إلي التاريخ وإلي أزمنة طويلة ممتدة، سنجد أن التواصل كان مستمراً بين دول المنطقة ومصر، وأن حركة التجارة والسفر والسياحة والدراسة وغيرها، كانت ولاتزال تشهد تناميا وزيادة مطردة، فما نتحدث عنه اليوم ليس جديداً أو أمراً طارئاً، فمصر هي المنارة التي لا يستقيم أمر العرب بدونها ولا تستقيم بدونهم، وهذا هو المصير المشترك، وهذا ما سيظل يربطنا بمصر ويربطها بنا. والدور المصري كان ولا يزال وسيستمر عنصر التوازن في المنطقة وداعماً لتحقيق الأمن والاستقرار، وسنداً لدول المنطقة، بل للأمة العربية بأسرها، ونحن نتمني للأشقاء في مصر كل التوفيق وتحقيق الرخاء والإزدهار. كيف ترون سموكم التدريبات العسكرية المشتركة التي تتم بين البلدين، وما حققه التدريب العسكري الأخير (حمد 1) من نجاح؟ نحن نؤكد علي أهمية التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات ونحث دائما علي تطوير هذا التعاون والانطلاق به إلي مجالات أرحب وأوسع وبما يحقق ويلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين ويصب في مصلحتهما. وفي هذا الاطار تأتي التدريبات العسكرية المشتركة والتي كان آخرها تدريب (حمد 1) الذي حقق نجاحا كبيراً وحظي باشادة واسعة علي مختلف المستويات في مملكة البحرين وفي مصر، إنطلاقا من ارتباط الأمن القومي البحريني والمصري وما يمثله كل بلد من البلدين من عمق استراتيجي للبلد الأخر. ونحن نقدر ونشيد بقرار القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإجراء مثل هذه التدريبات وزيادتها في المستقبل بما يعزز خبرة البلدين في مجال التعاون العسكري، ويتيح لكل منهما الاستفادة المتبادلة للخبرات في هذا المجال لا سيما في ظل ما تتمتع به القوات المسلحة المصرية وقوة دفاع البحرين من إحترافية وكفاءة عالية. ولقد أسعدنا وجود الأشقاء المصريين من القوات المسلحة المصرية بيننا في مملكة البحرين خلال فترة إجراء التدريب، فهم في بلدهم وبين أهليهم ومحل الترحاب دائما، ونؤكد علي أهمية الاستمرار في تبادل الخبرات والزيارات والتنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات. كيف تقيمون سموكم التعاون العربي والإقليمي لمواجهة الإرهاب في المنطقة؟. إن ما يحدث من ارهاب اليوم ومحاولة لصقه بالإسلام، هو بعيد كل البعد عن روح الاسلام العظيم، فالارهاب ظاهرة خطيرة لا دين لها ولا تستثني أحدا، وانتشارها من بين أسبابه الرئيسية، عدم تصدي المجتمع الدولي لها بشكل مبكر بحسم، وتجاهله لها حتي استفحلت وتفاقمت، وباتت تهاجم دولا كانت تظن أنها بمأمن من الارهاب والاستهداف، ولكننا نؤكد علي أن أي تحالف دولي في مواجهة الارهاب، لابد أن يشمل كافة المنظمات والتنظيمات والجهات الارهابية والداعمة والممولة لهذه الظاهرة الخطيرة. ونحن نجدد التأكيد هنا علي أهمية التعاون الدولي الجاد والحازم في التصدي لآفة الارهاب والأعمال الاجرامية التي تتخذ من الدين ستاراً أو تتخفي وراء دعاوي زائفة، ونؤكد علي أنه لن يكون أحد بمأمن من الارهاب ما لم يكن هناك جهد دولي مشترك لاجتثاث هذه الآفة من جذورها وتطهير العالم منها ومن جرائمها. ولا يمكن التهاون في مواجهة الارهاب، ولا ينبغي لأحد أن يقيم الدنيا عندما يصل الارهاب إلي موضع قدمه، بينما يتجاهل الأمر برمته إذا كان ما يحدث بعيداً عنه.