نحن نتعرض لأسوأ وأقذر مؤامرة عرفها تاريخ هذا العالم، لان مصر لو سقطت لسقط الشرق كله، ولانهارت المنطقة إلي الابد لاتزال النفوس الخربة تسعي في الارض فسادا، وتريد للوطن أن يتعثر ويجثو أمام أعدائنا، هذا لانهم فشلوا في ادارته بالحق يوم تمكنوا، وكأني بتلك الليالي السوداء وهي تجثم علي صدورنا، وتحولت مصر بأسرها إلي ساحة معارك تتهيأ لفوضي عارمة كما كان مرسوما لها، لكن الأقدار وضعت رجلا بعينه أمام بلاء مبين، فإما الوطن وإما ضياع الوطن، وإما الحياة الكريمة و إما الذل والهوان، كادت بلادنا أن تتمزق وتستحيل إلي فرق متناحرة، لا يأمن أحد علي ماله أو بيته أو عياله، هل كان الرجل يخطط ليبرر تدخل القوات المسلحة لحماية الشعب عندما انهارت الشرطة وتم تفريغ البلد من الداخل، هل كان يحل له ان يترك وطنه فريسة لتلك المؤامرات المحكمة والتي اقتربت بالوطن إلي حافة الهاوية، بل أوشك أن يضيع إلي الأبد، هذه هي اللحظة الفارقة، عندها لم يكن هناك مناص من أن يبزغ الرجال، شموسا في الأفق، ولهيبا يذيب الصخر والفولاذ حتي تنهض البلاد من كبوتها. كانت المعركة تدور رحاها، بين متناحرين علي السلطة وذهب ثروات الوطن ، حينما أسس «البشري» إعلانه الماكر، وأخذت مصر علي غرة، وتبين التواطؤ المشين وهو يخطو بالبلاد إلي طريق اللاعودة، حيث لا يؤوب المرتحلون فيه ، كانت بلادي تمضي إلي جحيم المتاجرين بالدين، فهل كان علي الرجال أن يصمتوا، في هذه الاوقات العصيبة، خان من خان، وخاف من خاف، وهرب من هرب والذين ماتوا في الميادين والطرقات وقد غدروا وانتهبتهم يد الارهاب والخسة، صاروا وقودا للثورة الكامنة، تنتظر الانفجار الكبير، ولم يكن أصحاب الاقلام الشريفة بمنأي ، فقد كتبوا وإن كانوا قلة، يكشفون اللعبة القذرة، فمصر يتم اختطافها لصالح مشروع وهمي سموه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وأريد بنا شرا، وفضحوا المؤامرة، وبقيت الاقدار، هل المضللون والمجبرون بقادرين علي الخروج من هذا النفق المظلم، والخدعة الكبري يمارسها داعرون، لا يرقبون في مصري إلا ولا ذمة، سلمت مصر إلي أعتي ديكتاتورية في العالم، إلي تنظيم سري فجأة، أصبح يحكم ويسيطر ويتبعه أناس عطشي لكل شيء، من ينقذ الوطن الآن وقد صار مخطوفا مكرها باسم الديمقراطية المزيفة، من يوقف هذه السيول المجتاحة لحدودنا، وهي تستوطن أغلي بقعة في الارض، سيناء تحولت إلي وطن للإرهاب والخيانة، هل كان يحق لهذا الرجل ومن معه أن يسكتوا ويباركوا هذا الذي يجري مهما كانت التضحيات، هنا يقف التاريخ ليتكلم، علي الارض هي الاخري ان تتكلم، دموع المقهورين، والثكالي والارامل، والبيوت المسكونة بالحزن عليهم جميعا أن يتكلموا، هل كان يقف هو ورفاقه مكتوفين مكبلين، والملايين قد فاض بها الألم فانفجرت، من الذي ينكر أو ينبس أو يغمغم، لعلكم تدركون هنا معني اللحظة والاقدار. وإذا كان القدر قد دفع بالسفينة إلي هذا الطريق فهل يتصور أحد أن الانواء قد كفت عن المناوأة، وأن المتآمرين الذين صنعتهم يد القدر قد ارتدعوا بعد، نحن نتعرض لأسوأ وأقذر مؤامرة عرفها تاريخ هذا العالم، لان مصر لو سقطت لسقط الشرق كله، ولانهارت المنطقة إلي الابد، هذا يقين مثل الموت والحياة، وما يتعرض له الرجل الذي أعده القدر ليكون ربانا لسفينة في بحر الظلمات، إنما هو مخطط، تعبث فيه النفوس الخربة، والايدي الخبيثة ، لن يثنينا كيدهم، ولن يفت عضنا ما يصنعون، هذا رجل اختاره الله لنا واختارته الملايين ليكون عصيا علي كل مؤامرة وكيد، هو مصري أصيل، يمثل الانسان البسيط كما ينبغي ان تكون الامال والطموحات والمواقف، وفي كل يوم يزداد موقفه وهجا وبريقا وتألقا، حيث الإرادة والمثابرة والوطنية في أوجها، فلا يحزنك قولهم وتوكل علي الله، فإن الله بالغ أمره ولو كره المرجفون الظالمون.