أعتقد أننا بحاجة لمراجعة قرار الهيئة العامة للاستعلامات التي اغلقت 25 مكتبا لها بدول العالم المختلفة تقليصا للنفقات.. تاركة الساحة للجماعة الإرهابية الاسبوع الماضي لم يكن اسبوعا عاديا.. فقد شهد نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي ما بين الداخل والخارج.. فقبل جولته الاوربية في قبرصواسبانيا بساعات قليلة.. حرص الرئيس علي متابعة كل صغيرة وكبيرة بالداخل.. تفقد طريق الإسكندرية الصحراوي.. شارك الاحتفال بعيد العمال.. التقي بوزراء الشباب والرياضة العرب وسافر إلي قبرص وحضر قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصي والرئيس اليوناني ثم سافر إلي أسبانيا والتقي ملكها لتوطيد العلاقات، كما التقي مع عدد من رجال الأعمال بمدريد وبعد عودته بساعات سافر إلي السعودية لجلسة مباحثات عاجلة مع الملك سلمان وقدم التهنئة إلي ولي العهد بعد صدور قرار الملك سلمان بالتغيرات في السعودية... هذا هو الرئيس السيسي الذي لا يهدأ ولا يسكن لحظة واحدة..دائم التحرك والنشاط والبحث عن كل ما يمكن ان يساعد مصر ويدعمها.. كان لي الفخر بوجودي مع الوفد الصحفي المصاحب للرئيس في زيارته لقبرصوأسبانيا.. كانت سعادتنا جميعا وفخرنا لا يوصف بمدي الاستقبال والترحيب بالرئيس والوفد المرافق له في كل من البلدين الأوربيين.. والمباحثات الناجحة علي كل المستويات والتي زادها زخما القمة الثلاثية التي عقدت بمقر القصر الجمهوري القبرصي بحضور نيكوس أنستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، واليكسيس تسيبراس، رئيس وزراء اليونان الذي أشعرنا بمدي احترام الاوربيين لرئيسنا عندما قال للرئيس القبرص اشكرك لأنك أتحت لي لقاء شخصية عظيمة هي شخصية الرئيس السيسي.. وصدر إعلان نيقوسيا الذي أكد مواصلة التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث لتنمية واستقرار شرق المتوسط في مواجهة الإرهاب، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحته والقضاء عليه، وكشف مصادر الدعم المالي والسياسي الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية، والاستفادة من الاحتياطيات الهيدروكربونية. .. ومن المطار إلي مائدة المباحثات في اسبانيا..ثم لقاء الرئيس بالملك الأسباني فيليبي السادس، والذي أكد الرئيس خلاله أن العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضي إلي تحالف الشعوب والحضارات في مواجهة التطرف والكراهية التي تمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، مع ما يمثله من تهديد لأسس وقيم الحضارة الإنسانية.. وخلال المباحثات الرسمية مع رئيس الوزراء الأسباني تم بحث سبل تعزيز العلاقات المصرية-الأوربية، بالإضافة إلي تناول موضوعات إقليمية ودولية مشتركة، منها مكافحة الإرهاب والأوضاع في كل من ليبيا واليمن وسوريا والعراق..والتوقيع علي عدد من الاتفاقيات الثنائية، أههما من وجهه نظري التعاون في مجال الأمن ومكافحة الجريمة، ومذكرة تفاهم في مجال السياحة، وحماية واستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة، والبنية التحتية والنقل.. هذا النشاط المكثف والنجاح الكبير للزيارتين لم يعكر صفوه الا الغياب التام للسفارتين المصريتين في قبرص وفي اسبانيا فلا استقبال ولا تواجد ولا اهتمام واذا سألنا أي شخص في السفارتين عن أي معلومة لا نجد اي رد.. فقط يقولون لنا : نحن مشغولون جدا بالزيارة ولا أدري بأي زيارة هم مشغولون؟! ففي قبرص سفيرتنا كانت متغيبة عن أهم لقاء إعلامي مع الرئيس القبرصي..لم تحضر ولم تكلف احدا بالحضور، ناهيك عن عدم تقديم أي مساعدة.. اما الاهم فهو ترك الساحة الدبلوماسية للجماعة الارهابية التي تحاول بشتي الطرق تعكير العلاقات بين البلدين ولولا متانة هذه العلاقات وحرص الرئيسين واتصالهما المباشر علي المستوي الرئاسي ما استطاعوا النجاح لا قدر الله.. .. في اسبانيا تكررنفس المشهد غياب تام للسفارة ولا يوجد اي اهتمام دبلوماسي..سيدة واحدة اشعرتنا أن لدينا سفارة في اسبانيا هي السفيرة رانيا حميد نائبة السفير.. فهي الدينامو الحقيقي والوجه المشرق للسفارة المصرية في اسبانيا وهي الوحيدة التي ملأت الثغرات بنشاطها وحيويتها وثقافتها. وأعتقد أننا بحاجة لمراجعة قرار الهيئة العامة للاستعلامات التي اغلقت 25 مكتبا لها بدول العالم المختلفة تقليصا للنفقات.. تاركة الساحة للجماعة الإرهابية والسفارات المعادية التي تحاول بل وتحرص علي استغلال غياب سفارتنا في بعض الدول. والمطلوب علي الاقل من كل سفارة مصرية تعيين مسئول اعلامي لها وعلي وزارة الخارجية القيام بدورها في محاسبة هذه السفارات والتأكد من انتماءات اعضائها فما وجدناه في اسبانياوقبرص من هذه السفارات يكاد يكون العمل ضد مصر ومصالحها وعلاقاتها الدولية وعدم القدرة علي أن يكون علي مستوي الحدث التي خلفته لقاءات القمة! متي تصبح سفاراتنا بالخارج علي مستوي طموحات الرئيس.