نحرص علي وحدة الشعب القبرصي .. واستقرار ليبيا ودعم الشرعية أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر واليونان وقبرص باعتبارها التحاما بين الحضارتين الاغريقية والمصرية القديمة مؤكدا اننا جميعا نتطلع الي صنع مستقبل مشرق يوفر الحياة الكريمة لشعوبنا جاء ذلك في كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك في العاصمة القبرصيةنيقوسيا مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان وقال الرئيس انه تم الاتفاق علي أهمية توافر ارادة جماعية لدحر الارهاب والقضاء عليه بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابعه ومؤكدا ايضا علي أهمية تكاتف الجهود الدولية لاعادة الاستقرار في ليبيا. علاقات تاريخية وقال الرئيس السيسي: يطيب لي أن أعرب لكم مجدداً عن مدي سعادتي بأن نجتمع علي أرض قبرص الصديقة، وأن ألتقي مجدداً بفخامة الرئيس القبرصي، وأن أشيد بعلاقات بلدينا التاريخية والوطيدة، مؤكداً علي موقفنا الثابت من القضية القبرصية القائم علي حرصنا علي وحدة الشعب القبرصي بكل طوائفه وسيادة واستقلال وتكامل أراضيه. كما يسعدني أن ألتقي أيضاً بدولة رئيس الوزراء اليوناني، الذي أثمن حرصه علي المشاركة وتأكيد تمسك بلاده بدورية آلية المشاورات السياسية بين دولنا الثلاث التي انطلقت علي مستوي القمة في القاهرة في 8 نوفمبر 2014، ويأتي لقائي الأول به اليوم عقب أيام قليلة من استقبال مصر لرئيس جمهورية اليونان. وكما أن للتاريخ منطقه وللجغرافيا مقتضياتها، فإن التحام الحضارتين الإغريقية والمصرية القديمة كان له إسهامه الفريد في صهر علاقاتنا المتفردة عبر التاريخ، في بوتقة حضارية امتزجت فيها قيم الأصالة وفضيلة التسامح وإعلاء قيمة المعرفة، فكان لنتاج ذلك المزيج الحضاري المبدع أثره التنويري وإشعاعه الثقافي ووهجه العلمي الذي غير مجري التاريخ. وإننا إذا كنا نستمد العزيمة من استذكار ماضينا وتراثنا المشترك فإننا نتطلع سوياً إلي صنع مستقبل مشرق يوفر الحياة الكريمة لشعوبنا، لكي تعيش في حقبة يسودها السلام والتسامح والاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية. يجمع البحر المتوسط بيننا ويكاد يحفزنا علي تبني صيغة العيش المشترك، وها نحن نجتمع اليوم مجدداً لخير بلادنا وشعوبنا، متمسكين بقيمنا الأصيلة الراسخة متطلعين بنظرة عصرية إلي غد آفاقه أكثر رحابة لكافة شعوب المنطقة. وقال: إن شعب مصر يتابع باهتمام اجتماعنا اليوم، ولعلكم شعرتم بالمكانة التي تحتلها قبرص واليونان لدي الشعب المصري، فهي مكانة مكتسبة علي مر التاريخ إلا أنها ازدادت رسوخاً في نفوس المصريين تقديراً للمواقف القوية التي اتخذتها الدولتان لمساندة الإرادة الشعبية المصرية الحرة في 30 يونيو 2013 واكد الرئيس اننا ناقشنا اليوم فتح آفاق جديدة للتعاون بين بلادنا في المجالات الاقتصادية والتجارية منها والاستثمارية وكذا في مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحري، خاصة في أعقاب مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي انعقد في شرم الشيخ في الفترة من 13 إلي 15 مارس 2015 والذي أظهر الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الكامنة للاستثمار فيها. ولقد عكست المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الثقة المتزايدة في إمكانات النهوض الاقتصادي والاجتماعي لمصر في الفترة المقبلة، ومن ثم، فإننا توافقنا علي أن نرتقي بمستوي التعاون بيننا بما يتناسب مع مستوي العلاقات والتنسيق السياسي القائم بيننا ولكي توفر دولنا مدخلاً طبيعياً لتعزيز التعاون بين أفريقيا وأوروبا. وفيما يتعلق بشئون منطقتنا المشتركة، فقد توافقت رؤانا حول أهمية توافر الإرادة الجماعية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، من خلال رؤية شاملة تشمل كافة الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية، وتأتي مدعومة بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب، ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح. ويؤلمنا جميعاً أن تقوم جماعات التطرف والإرهاب التي تستقي أفكارها المتطرفة والعنيفة من مصدر واحد بارتكاب جرائمها تحت ستار الدين الذي هو منهم براء، ونري تلك الجرائم البشعة في صورة مجازر جماعية آثمة يتم اختيار ضحاياها وفقاً للهوية والديانة. جهود السلام واكد السيسي الاتفاق علي الاستمرار في العمل سوياً للإسهام في التوصل إلي حلول دائمة وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط وعلي رأسها القضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وصولاً إلي إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة علي أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية.. كذلك شددنا علي أهمية تكاتف الجهود الدولية بهدف إعادة الاستقرار إلي ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية، وأعربنا عن قلقنا العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد الشقيق والتهديدات الإرهابية التي تلقي بظلالها علي أمن واستقرار دول الجوار والدول المتوسطية، واتفقنا علي ضرورة المضي قدماً في مواجهة الجماعات الإرهابية بالتوازي مع الجهود السياسية الدولية الجارية لتحقيق الوفاق الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفي ختام الكلمة قال الرئيس أعبر مرة أخري عن سعادتي بزيارة قبرص والالتقاء بزعيمين متميزين لدولتين صديقتين، وأري أن اجتماع القمة الثاني لدولنا الذي يجئ بعد ستة أشهر فقط من اجتماعنا الأول يعكس بوضوح عزم دولنا علي تعميق التعاون فيما بينها، بما يصون مصالح شعوبنا ويدعم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في شرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، ويوفر نموذجاً ناجحاً للتعاون الأورمتوسطي لصالح مواطنينا. أشكركم باِسم كل مصري علي حفاوة الاِستقبال والأجواء الإيجابية التي سادت الزيارة، وما لمسناه في اجتماعاتنا من نية صادقة وإرادة سياسية واضحة لإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتنا المتميزة.