قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «العمرة للعمرة كفارة لما بينهما». أداء شعيرة العمرة منة وفضل من الله علي من رزق الزيارة وشوق وأمل لمن يتطلع إليها.. وإلي شعيرة وعبادة يتقرب بها الي المولي سبحانه وتعالي لكي يأتي أثرها علي الانسان وثمرتها في ميزان حسناته لابد ان تؤدي في خشوع وتدبر ظاهري وباطني.. قال عمر بن الخطاب لرجل يصلي ويتحرك ويحرك أصابعه عند السجود لو خشع قلبه لخشعت جوارحه. أقول ذلك لما نراه الآن ونسمع عنه من قيام المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام عند اداء المناسك وعند زيارة المسجد النبوي من تصوير أنفسهم مما يفسد روحانية العبادة المطلوبة بل البعض يتصل بأهله وأحبائه ويؤكد لهم انه الآن امام الكعبة ويطلب منهم الدعاء الذي يريدونه ثم يدعو لهم بصوت مرتفع من خلال التليفون المحمول.. الحرم ليس مكاناً أثرياً لالتقاط الصور التذكارية والحرم والمسجد النبوي أشرف البقاع علي وجه الارض لها حرمتها ومكانتها الصور لا مانع منها والحديث مع الاهل في التليفون ايضا لا مانع ولكن ليس في الحرم وأثناء اداء الشعائر.. سبحان الله هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة سهلت لنا الاتصال بالاهل والاطمئنان عليهم من أي مكان ولكن الانسان مصر علي استخدامها استخداما سيئا يوقعه في المحظور. علينا ان نتذكر أننا كنا نذهب ونؤدي المناسك من قبل وجود التليفون والكاميرا ولم نزد ولا ننقص ولم يرد لنا دعاء أو لأحبابنا.. هذا من مداخل الشيطان الذي توعد ابن آدم في جميع أحواله لافساد حياته وعبادته فلنحذر الانشغال بالدنيا ومظاهرها التي نهي عنها النبي صلي الله عليه وسلم قائلا: «اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا».