»راي برادبري« كاتب أمريكي اشتهر بكتاباته لروايات الخيال العلمي، له العديد من الكتب التي حققت أعلي المبيعات، من بينها رواية »154 فهرنهيت« هذه الرواية لاقت نجاحاً عالمياً، ووزعت أكثر من خمسة ملايين نسخة. ولاتزال شهرتها حتي اليوم مدوية كما كانت منذ خمسين عاماً مضت مما جعل دار الشروق تعيد إصدارها باللغة العربية، الرواية فكرتها تدور حول حرق الكتب وتدميرها وتحويلها إلي رماد.. و154 فهرنهيت هي درجة الحرارة الكافية للقضاء علي ذاكرة البشر وعلي كل ما ناضل المفكرون والأدباء والعلماء كي يتركوه للعالم من كتب، والرواية تدور حول »جي مونتاج« رجل المطافئ الذي كانت مهمته إشعال النيران في الكتب وكذلك البيوت التي تخبئ الكتب. لأن نظام الحكم الشمولي للدولة المتخيلة التي كان يعمل فيه يؤمن بأن الكتب يجب أن تحرق لأنها مصدر للمعرفة والمعرفة معذبة!! وكان مونتاج مستمتعاً بوظيفته التي ظل يعمل بها لعشر سنوات، كان يستمتع بانطلاقه في مهمة في منتصف الليل يحرق فيها الكتب وعندما كان يري صفحات الكتب تأكلها النيران كانت سعادته لا توصف، وظل يعمل في وظيفته إلي أن التقي بفتاة عمرها سبعة عشر عاماً تدعي كلاريس يتعرف عليها أثناء مطاردته للكتب وينجذب إليها وتقنعه بقراءة رواية جميلة، ويقع البطل في حب التراث والمعرفة الذي لم يكن يعرف عنها شيئاً لولا تلك الفتاة المثقفة، وبدأ يتسلل إلي عالم الكتب يقرأ ليتعرف علي سر بعض الناس الذين يرفضون حرق الكتب ويفضلون الموت حرقاً مع كتبهم، وتدريجياً يندمج البطل في هذا العالم السحري، ويحاول أن يتفادي شكوك رئيسه ولكن رئيسه يقول له إن كلمة مثقف صارت سبة وعليك أن تعرف فقط أن النار تحل كل شيء، فالنار نقية وطاهرة، ولكن البطل لا يستجيب لرئيسه لأن المعرفة قد تمكنت من قلبه، وتتمكن الفتاة من الهرب مع المطاريد الذين حفظوا الكتب في رؤوسهم فلم تتمكن الشرطة من ملاحقتهم لأنهم استطاعوا أن يهربوا خارج الحدود بعد أن تحولوا إلي كتب فهذا المهاتما غاندي وذاك الفيلسوف الصيني كونفوشيوس ورابع هو تشارلز ديكنز!! ويقول المؤلف في سطور مقدمة روايته: أنا عاشق للمكتبات بالأمس واليوم وإلي الأبد فالقراءة مرتكز حياتنا والمكتبة هي عقولنا التي نفكر بها وبدونها لن تكون لنا حضارة.