في أربعينيات القرن الماضي مرت السينما المصرية بمرحلة انحطاط حيث اقتحم مجال الانتاج السينمائي بعض «اثرياء الحرب» ممن راكموا ثرواتهم من أنشطة ليست فوق الشبهات واكثرهم لا يتمتع بالحد الادني من الثقافة بل ومن التعليم الاساسي . وكانت النتيجة كارثية لأن هؤلاء التف حولهم بعض سماسرة «السهرات الفنية» واقنعوهم بانتاج نوعيات منحطة من الافلام. وكان طبيعيا ان تعبر «أفيشات الافلام» في هذه المرحلة عن هذا المستوي فكان الاهتمام الأكبر بصورة للبطلة تملأ صدر الافيش والبطلة في ملابس واوضاع مثيرة؟! هذه الصورة قفزت من مخزون الذاكرة هذه الايام وانا اشاهد اتجاها يكاد يقترب من هذا النموذج. والغريب ان هذا النموذج لم يغر فقط بعض منتجي السينما ليسيروا علي خطاه، بل امتد اثره الي منطقة كنت اتصور انها محصنة نسبيا من اللجوء الي مثل هذه النماذج الرخيصة ، لانها أي هذه المنطقة تنتمي الي «الاعلام» المرئي، والاعلام في تقديري يظل منتسبا بدرجة كبيرة الي النشاط الثقافي والفني الراقي.. هذه الايام نري «افيشات القنوات التليفزيونية» ينافس بعضها النوعية التي اشرت إليها من افيشات افلام اثرياء الحرب؟!.. احد هذه الافيشات يصدم قارئ الصحف وهو يعلن عن بعض «نجوم» هذه القنوات ونجماتها وقد حرص كل منهم علي ان يظهر في «الافيش» في «بوز» ينافس نجمات سينما الاربعينيات؟! هذا التطابق اراه النموذج العملي الذي يؤكد المستوي الهابط الذي وصلت إليه بعض الفضائيات الخاصة؟!