رغم فرحتنا وترحيبنا باتفاقات المليارات التي تحققت اثناء فعاليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وما صاحب ذلك من تفاؤل بمستقبل بناء مصر.. إلا انه لابد من القول بأن مايهم المواطن العادي رب الاسرة المطحون.. هو ان ينعكس ذلك علي أحواله المعيشية في أقرب وقت.. أما فيما يتعلق بالشباب الذين اعلن في المؤتمر انهم يمثلون ثلثي السكان فإن ما يشغلهم هو ايجاد فرصة عمل تعفي اسرته من مسئولية إعالته نتيجة تواصل معاناته من البطالة. هذا الذي اقوله ليس بثا لروح الاحباط ولكن ما أهدف اليه هو تسليط الضوء علي أن مسئولية الدولة جسيمة في تسريع مباشرتها مهمة تحويل ما تم الاتفاق عليه الي زرع حقيقي في الارض يعطي احساسا صادقا بأن جني ثماره سيتم في اسرع وقت بإذن الله.. وفي هذا المجال لابد من الاشارة - وعلي ضوء الارتفاع في معدلات التنمية التي وصلت الي 5٪ - إلي أننا لا نبدأ مسيرتنا من الصفر.. وهو الامر الذي يدعو الي التفاؤل بالمستقبل. كل ماهو مطلوب في مرحلة جني ثمار نجاح مؤتمر شرم الشيخ .. ان يتسم تحركنا بالفكر الصائب والعرق والانتاج والالتزام بالانضباط وعدم اعطاء أي فرصة لمعاول الفوضي وتثبيط الهمم. ليس امامنا سوي استدعاء روح التحدي التي تعود المصريون علي إظهارها علي اوسع نطاق وتحقق من ورائها العديد من الانجازات التاريخية التي يشهد بها العالم. هذه المشاعر المتأصلة في الشخصية المصرية ليست كلاما عاطفيا أو شعارا فارغا ولكنها الحقيقة التي تؤكدها الاحداث التي مرت بالوطن المصري علي مدي التاريخ وصنعت حضارته. إننا مطالبون ان نعمل علي استثمار روح التحدي الكامنة فينا حتي نثبت لكل العالم اننا قادرون علي العمل والانتاج للنهوض ببلادنا وحياتنا.