● يتباري عدد كبير من الفضائيات الخاصة في نشر الاعلانات الضخمة في الصحف، وهي اعلانات اقرب إلي افيشات السينما حيث تحتل صور مقدمي ومقدمات البرامج المساحة الكاملة للاعلان. يكشف هذا الاسلوب عن «عقلية» وأسلوب تفكير المسئولين عن هذه القنوات، فمنطق شركات الاعلان هو المسيطر، ويتوقع هؤلاء ان يكون تأثير هذه الاعلانات مشابها لتأثير افيشات الأفلام التي تجذب رواد السينما لمشاهدة نجومهم المفضلين. ويغيب عن فكر وأدراك هؤلاء المسئولين ان جذب المشاهد لشاشة تليفزيونية امر يختلف اختلافا كبيرا عن الاسلوب الذي يقنع مشاهد التليفزيون بمشاهدة شاشة يفضلها عن غيرها. التليفزيون- يا سادة- يجذب المشاهد بالموضوع الذي يتعلق بأمور لها علاقة بقضايا جماهيرية حقيقية ومعلومات موثوقة- وأعلم ان شرائح من الجماهير تنجذب إلي عدد من البرامج الترفيهية مهما بلغت درجة تفاهتها خاصة تلك التي تغري الجماهير بجوائز كبيرة وهمية كانت او حقيقية، لكن هذه الشريحة من الجماهير دائمة التنقل بين الشاشات بحثا عن هذه النوعية من التسلية. اما القنوات التي تتصور انها تريد جذب جمهور محترم يبحث عن مادة اعلامية محترمة سواء كانت مادة تتعلق بالأخبار او بالثقافة المحترمة او الترفيه الراقي فهذه الجماهير لا تجذبها صورة من تتصور القناة انه نجم النجوم؟! ولا تجذبها عناوين مثيرة لبرامج. هذه الاعلانات تؤكد ماسبق وحذر منه النقاد الجادون من هيمنة الاعلان علي «الاعلام» ومن المؤكد ان هذه المرحلة سوف تنتهي بفشل ذريع ولن يبقي علي الساحة الا الاعلام الجاد والمحترم والذي لا يعرفه الكثيرون من مندوبي الاعلانات.