يوم الشهيد يجب ان يكون احتفالا يذكرنا ببطولات من ذهبوا دفاعا عن أرض الوطن وترابه لا ان يكون يوما للبكاء والنحيب اتمني أن يحظي يوم الشهيد هذا العام والذي يوافق يوم 9 مارس يوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بين ضباطه وجنوده في حرب الاستنزاف عام 1969 باحتفالات ضخمة في ظل ذلك الكم من الشهداء الذين نقدمهم كل يوم دفاعا عن بلادنا ضد كل مخططات الإرهاب والاستهداف. هؤلاء الشهداء وعلي رأسهم رياض قدموا لمصر ارواحهم حتي تبقي رافعة الرأس رغم كل التحديات ولم ولن تنساهم مصر التي قدمت الالاف دفاعا عن وجودها وكيانها وعن قضايا أمنها. قصص الشهداء وبطولاتهم يجب ان يعرفها الشباب يجب ان نخبرهم بها لأنها كانت من اجل ان يوفروا لنا ولهم العيش في امان وإبعاد المخاطر عنهم وعن وطننا. والواقع يقول ان دفاتر القوات المسلحة قديما وحديثا تحوي الالاف من تلك البطولات وآخرها ذلك الجندي ابن كفرالشيخ الذي حاول منع الإرهابي المفخخ حامل الحزام الناسف في هجمات العريش والكتيبة 101 فاحتضنه حتي يبعده فلقي ربه شهيدا ولم يعثر علي جثمانه الذي فدي بقية زملائه به. شهداؤنا سطروا ملاحم بطولة نادرة لا يقدم عليها الا رجال يعرفون قدر الوطن لا يفرطون في ترابه يقدمون الروح رخيصة في سبيله دون تردد أو خوف وللأسف لا تتصدر تلك البطولات والتضحيات اللهم الا حين حدوثها الاعلام وأجهزته حتي مناهج التربية والتعليم لا تحتوي إلا علي قشور سطحية لا تحكي قصص الابطال وتضحياتهم. حتي قصة أبي الشهداء الفريق عبدالمنعم رياض الذي كان يوم استشهاده عظيما وخصص يوما للشهيد لذكراه وهو من لقي ربه وهو رئيس أركان الجيش المصري كله في دشمه علي الخط الامامي الاول بمنطقة المعدية 6 بالاسماعيلية تحكي بصورة عابرة مع أنها انصع شهادات الوفاء من ابن بار ببلده استشهد في سبيله.. للأسف نحن كلنا مسئولون عن أن شبابنا لا يعرف من تاريخ مصر إلا القشور تخيلوا لو سألنا أيا منهم حتي من هم في الجامعات عن حرب 1956 والعدوان الثلاثي أو تأميم القناة او حرب 1973 لن يمكنهم الرد لأنهم ببساطة لا يعرفون الاجابة ولم يقدمها لهم احد ليعرفوها. للامانه اصابني الحزن وأنا أستمع لأحاديث بعضهم عن شهداء سقطوا في بعض العمليات الأرهابية الاخيرة من ضباطنا وجنودنا بلا اهتمام وكأنهم سقطوا في حادث سير عادي ولكني اعتقد ان السبب في ذلك هو اجهزة الاعلام وعلي رأسها الفضائيات التي جعلت من الامر في حالة حدوثه مندبة ليبكي الناس علي من ذهبوا شهداء حتي الاغاني التي تذاع أو تصل لاسماعنا كلها إحباط مع ان الاستشهاد أمر رفيع المقام عند الله ولدي الوطن لم نري ايا منها تسارع لتنقل فرحة امهات يزغردن لاستشهاد ابنائهن- رغم قسوة الموقف- ولكنها تصر علي نقل الاحزان فقط دون تقديم صوره البطولة التي سطرها الشهيد.. بدمه علي أرض بلاده.. ولا اتعجب من ذلك فحتي الان لم نقدم فيلما واحدا عن معركة العبور وحدها وهي المعجزة بكل المقاييس العسكرية كما يؤكد ذلك كل الخبراء العسكريين. اتمني ان يتم الافراج عن شهادات الضباط والجنود عن حرب اكتوبر وهي الشهادات التي تم توثيقها صوتا وصورة في العيد الفضي اي منذ ما يقارب ال17 عاما ولكن اغلبها مع الاسف لم ير النور حتي الآن لأسباب لا نعرفها ولعلها تكون خيرا.. الهدف من ذلك ان يعرف شبابنا ان مصر وابناءها لا يخافون احدا ولا يرهبهم عدو أو إرهاب مهما كانت قوته فهذا الشعب يملك قوه خارقة لا يعرفها اي شعب اخر قوة ايمان تهون فيها الحياة دفاعا عن الوطن. علينا أن نرسخ لبطولات ابناءنا وكم اتمني ان تبدأ احتفالات عن الشهيد هذا العام من قبر رمز الشهادة عبدالمنعم رياض ولو بطابور عرض حتي لا ننسي البطولات.. أمر اتمني ان تحققه جمعية المحاربين والشئون المعنوية. رياض يستحق الكثير .