بعد نحو 10 سنوات من التخبط السياسي والاقتصادي في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي وتولي بوريس يلتسن، جاء فلاديمير بوتين ليتولي مسئولية روسيا ويعيد اليها الأمل، لتعود بعد 16 عاما من حكمه قوة يحسب لها الجميع ألف حساب. ويستحق عن جدارة لقب قيصر روسيا الحديثة القوية. بوتين المولود في سانت بطرسبرج في 7 أكتوبر 1952، تخرج من كلية الحقوق وحصل علي الدكتوراة في الاقتصاد، لكن معظم خبرته كانت كرجل أمن ومخابرات حيث تولي رئاسة جهاز الأمن الفيدرالي في يوليو 1998، قبل أن يختاره يلتسن كرئيس بالوكالة في أغسطس 1999، قبل أن ينتخب رئيسا في العام التالي.. خلال عمله الحكومي تولي بوتين العديد من المناصب منها مساعد رئيس جامعة لينينجراد للشؤون الخارجية منذ عام 1990، ثم أصبح مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينجراد، وتولي منصب رئاسة لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورج (لينينجراد سابقا) منذ يونيو 1991، وفي الوقت نفسه تولي منصب النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورج منذ عام 1994، ثم نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية منذ أغسطس 1996. ثم نائبا لمدير ديوان الرئيس الروسي ورئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان منذ مارس 1997 وفي مايو 1998 أصبح نائبا أول لمدير ديوان الرئيس الروسي. في خلال فترة رئاسته عمل بوتين علي تعزيز السلطة المركزية، وإحداث التوازن في العلاقات بين الجهاز التشريعي والأجهزة التنفيذية، وبينما عانت موسكو كثيرا من الانهيار الاقتصادي خلال عهد يلتسن، وأعاد روسيا للواجهة الاقتصادية العالمية، وفي 2008 انتقل من مقعد الرئيس لرئاسة الحكومة قبل ان يعود للرئاسة عام 2012. ويقول بوتين عن شعبيته الكبيرة في روسيا: « ليس هناك ما أخجل منه امام الشعب الذي منحني أصواته كرئيس لروسيا الاتحادية. فلم أَكِل أو أمل اتوان طوال تلك السنوات الثماني الماضية وعلي الصعيد الخارجي، كانت ازمة الشيشان أولي نجاحات بوتين، كما نجح في إعادة روسيا كلاعب في القضايا الدولية، رغم دخوله في صراع مع الغرب حول أوكرانيا. ورغم اتهامه بالسعي لاعادة الاتحاد السوفيتي السابق الا انه يقول: « ومن يدعو الي اعادة بناء نفس الاتحاد السوفييتي.. انسان بلا عقل» ولا يخفي في الوقت ذاته اعتزازه بالحقبة السوفيتية بالقول : «من لم يشعر بالاسي لسقوط الاتحاد السوفيتي.. إنسان بلا قلب».