القول بالأهمية البالغة للزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر حاليا، والمباحثات المتعمقة والناجحة التي جرت وتجري خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو تعبير صحيح يعكس واقع الحال بين القاهرة وموسكو حاليا، ويؤكد في ذات الوقت الرغبة المشتركة لدعم وتقوية العلاقات المصرية الروسية في جميع المجالات.. وفي ذلك نستطيع التأكيد علي ان الزيارة لها مردود كبير وواضح، علي التعاون بين الدولتين علي جميع المستويات السياسية والإقتصادية، بما يحقق الرغبة المتبادلة لدي الزعيمين في زيادة حجم هذا التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية، كي يرتقي الي مستوي الصداقة التاريخية والمتجددة بين الشعبين الصديقين. ودون أدني مبالغة، فإن الزيارة تحظي بإهتمام شديد، ومتابعة مستمرة من جميع مواقع ومنصات الرصد والتحليل الإقليمية والدولية، التي تعطي دون شك لوجود الرئيس بوتين في مصر، والموضوعات والقضايا المطروحة علي مائدة المباحثات بينه وبين الرئيس السيسي أهمية كبيرة، واعتبارا خاصا يتجاوز بالقطع حدود وافاق العلاقات التقليدية بين الدول. ويزيد من هذه الأهمية ويعمق من هذا الإعتبار، ذلك الثقل النوعي والمعنوي لكلتا الدولتين علي الساحات الإقليمية والدولية، ابتداء من المنطقة العربية والشرق اوسطية وامتدادا الي افريقيا وآسيا وأوروبا وغيرها، في ظل التأثير المتنامي والمحسوس لكل من مصر وروسيا علي المستويين الاقليمي والدولي. وسواء نظرنا الي الزيارة من منظور تقوية ودعم العلاقات بين الدولتين الصديقتين، أو في اطار السعي المصري للإنفتاح علي جميع الأطراف والقوي المؤثرة علي الساحة الدولية، وعدم قصرها علي طرف أو قوة واحدة أو مجموعة قوي ودول بعينها دون أخري، أو أخذناها من منظور السعي المصري لتعدد وتنوع مصادر السلاح والتعاون المشترك في مجالات الصناعات الثقيلة، فإننا نكون أمام زيارة مهمة بكل المقاييس المتعارف عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا ايضا. وفي هذا الإطار، فإن الشعب المصري لا ينسي للشعب الروسي والرئيس بوتين شخصيا، ذلك الموقف القوي والمساند لمصر وشعبها خلال ثورة الثلاثين من يونيو،..، وهو ما يزيد من تقديرنا وترحيبنا بالرئيس بوتين وزيارته لنا. «وللحديث بقية»