في حياة كل منا وبالقرب منه أشخاص يقومون بأدوار بطولية لا يسمع عنها أحد وحكايات لم تدونها شهرزاد، وقد عرفت سيدة من هذا النوع، بعد وفاة زوجها قامت باستكمال مسيرة بناء أسرتها دون ملل أو يأس، وعملت علي تحفيز أبنائها علي مواصلة التعليم حتي حصل البعض منهم علي أعلي الدرجات العلمية ليشغلوا مواقع عمل مناسبة لهم. وتقديراً لدورها المتميز في رعاية أسرتها والارتقاء بها فقد اختيرت كأم مثالية في عيد من أعياد الأم.. ولإيمانها بقضاء الله وقدره فقد تلقت نبأ وفاة اثنين من بناتها بنفس راضية واحتسبتهما عند الله ثم واصلت مشوارها في الحياة حتي داهمتها الأمراض وأصبحت عاجزة تماماً عن الحركة وقمت بزيارتها وشهدت وجهها مضيئاً كالبدر سبحان الله رغم مرضها وتسألني دائماً عن أشقائها وظلت تصارع المرض حتي لقيت ربها بعد حياة حافلة بالتضحيات والوفاء والأمانة والإخلاص.. إنها شقيقتي الكبري الحاجة سميحة رحمها الله.