اشترط القانون الأول للنقابة الصادر في نهاية شهر ديسمبر 1941 ألاّ يقيد في جدول الصحفيين العاملين غير المؤهلين تأهيلا عاليا، وقد ترتب علي هذا الشرط عدم قيد أكثر من 90 عضوا في جدول العاملين، وقد أحدث هذا الشرط أزمة بين صفوف العاملين بالصحافة.. كما نص القانون العام علي أنه لا يجوز تأليف أي نقابة بأقل من مائة عضو، وفي ضوء هذا القانون لا يمكن القول بأن نقابة الصحفيين قد تكونت جمعيتها العمومية إذا لم تضف لجنة القيد أسماء جديدة علي التسعين عضوا، وارسل الاستاذ حافظ محمود خطابا الي رئيس لجنة الجدول بهذا المعني حتي يكتمل الشكل القانوني للنقابة، وعلي الفور دعا رئيس لجنة القيد الي اجتماع عاجل، وتم فتح باب القيد من جديد، وتم قبول 35 عضوا آخرين، بذلك تم عقد أول جمعية عمومية بمائة وخمسة وعشرين عضوا، ولم يتخلف أحد عن الحضور، وفي اليوم التالي انعقد أول اجتماع لاول مجلس منتخب، وواجه الاجتماع مشكلة أخري، اذ ان النقابة لم يكن لها مقر خاص، وكانت هناك دعوة شفهية لأن ينعقد هذا الاجتماع بجريدة الاهرام، ودعوة أخري بزعامة الاستاذ محمد التابعي لانعقاده بجريدة المصري بشارع قصر العيني، لأنها كانت في رأيه جريدة مصرية صميمة، وخرجوا من هذا المأزق مؤقتا بالاتفاق علي عقد الاجتماع بجريدة البلاغ . وفي هذا الاجتماع انتخب لمجلس النقابة هيئة المكتب من الاساتذة: محمود ابوالفتح نقيبا وابراهيم عبدالقادر المازني وكيلا عن المحررين، ومحمد عبدالقادر حمزة وكيلا عن أصحاب الصحف وحافظ محمود سكرتيرا عاما ومحمد خالد أمينا للصندوق، وعين المجلس الاستاذ فكري أباظة نائبا عن المجلس في لجنة القيد، وفي الجلسة التالية اعتذر عن الحضور الاستاذ جبرائيل تقلا، فترك المجلس مكانه خاليا الي نهاية العام تكريما له، واعتذر الاستاذ انطون الجميل فعين المجلس مكانه الاستاذ كامل الشناوي.. وفي نفس الجلسة قرر المجلس استئجار شقة صغيرة من غرفتين بعمارة الايموبليا في شارع شريف بوسط القاهرة لتكون مقرا للنقابة. وبعد سنتين حلت النقابة محل النادي المصري الذي كان يشغل المبني المواجه للبنك الأهلي، ومكانه الآن عمارة مراد وهبة حاليا، إلي أن تم بناء دار النقابة الحالي الذي يتوسط نادي القضاة ونقابة المحامين، في شارع عبدالخالق ثروت، واحتفل الصحفيون بافتتاح الدار الجديدة رسميا في 31 مارس 1941. وبدأ نشاط النقابة. وفي يناير 1946. افتتح اول موسم ثقافي بمحاضرة ألقاها الأديب القصاص محمود كامل، وصدر عن المحاضرة أول نداء بالدعوة الي الرابطة الافريقية، وفي نوفمبر 1949 دعت النقابة أول وفد صحفي من السودان، وخلال الزيارة أعلن الاستاذ مصطفي القشاشي سكرتير عام النقابة أن مجلس الادارة قرر إباحة العضوية للزملاء الصحفيين من السودان الشقيق، وفي ديسمبر 1949، تم افتتاح قاعة المحاضرات الكبري، وكان برنامج الافتتاح محاضرة للدكتور محمد حسين هيكل تحدث فيها عن انطباعاته في الاممالمتحدة، ودعا الي اقامة علاقات سياسية أسيوية وافريقية، وفي 31 مارس احتفلت النقابة بمرور عشر سنوات علي انشائها، بمحاضرة ألقاها المرحوم الاستاذ الكبير محمود عزمي، تحدث فيها عن ميثاق الشرف الصحفي العالمي الذي تقدم به للأمم المتحدة، وتم اقراره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصبح وثيقة دولية.. وفي ديسمبر1952 عقد بدار النقابة أول مؤتمر صحفي بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وقد دعا اليه الاستاذ المرحوم عبدالمنعم الصاوي الذي كان عضوا في مجلس النقابة ومراقبا للنادي. وكانه قطبا المؤتمر أنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة والاستاذ فتحي رضوان وزير الدولة آنذاك. والحديث موصول.